أصدرت حكومة النظام قرارا يمنع هبوط طائرات النقل المدنية في مطار "حميميم" الدولي بشكل كامل مؤخرا، وتحويله إلى مطار عسكري فقط.
وأكدت مصادر أن قرار المنع جاء بناء على تعليمات القوات الروسية المسيطرة على المطار، بهدف حصر استخدامه بها وحدها، إضافة لبعض طائرات النظام العسكرية التي تشرف عليها وتعمل تحت إمرتها.
الأمر الذي حرم آلاف المسافرين من الساحل السوري السفر جوا عبر المطار إلى دمشق أو إلى دول الخارج.
واتخذت القوات الروسية من مطار "حميميم" قاعدة عسكرية لها منذ بدء تدخلها الجوي لصالح نظام الأسد في أيلول سبتمبر/2015، حيث تتمتع بالسيطرة والإشراف الأمني على المطار.
*ضباط الجوية وراء إغلاق المطار
يضطر آلاف المسافرين السوريين للسفر برا من محافظتي اللاذقية وطرطوس إلى مطار دمشق الدولي، أو إلى مطار بيروت في لبنان لاستقلال الطائرات الأجنبية إلى وجهة سفرهم، رغم وجود مطار بالقرب من مدينة جبلة، الأمر الذي كان يوفر عليهم الجهد والمال.
ويعتبر "حميميم" المطار الأكثر أمانا في سوريا، فهو يقع في وسط منطقة الساحل السوري الواقعة تحت سيطرة النظام، وبعيدا عن مناطق سيطرة المعارضة، ولا تصله القذائف والصواريخ.
وقد تساءلت صفحة "مكافحة الفساد في اللاذقية" عن المستفيد من إغلاق المطار، ومن يقف وراء عدم تشغيله، ونسبت الأمر إلى الفاسدين من أصحاب النفوذ وضباط قيادة المخابرات الجوية المسؤولين عن تشغيل المطارات، المنتفعين من وظائفهم، وتعاقدهم مع شركات معينة ما تزال تهبط وتنطلق من مطار دمشق، أو مطار بيروت الدولي.
*حرمان الخزينة من ملايين الدولارات
توقف المطار عن العمل حرم شركات الخطوط الجوية السورية من ملايين الدولارات، نتيجة توجه معظم المسافرين إلى مطار بيروت لأنه أكثر أمانا وأقرب، وساعات الانتظار فيه أقل من مطار دمشق.
ويعتبر الموالون لنظام الأسد أن إغلاق المطار حرب اقتصادية على الساحل من المسؤولين الذين يصفونهم بـ"دواعش السلطة"، وفقا لما ورد في عدد من الصفحات الموالية كصفحة "سامر العلي" الذي قال: "لو كان بإمكان دواعشنا نقل المرفأ لنقلوه. إنهم يريدون تضييق الحصار علينا لنرحل، وكأننا لم نقدم شيئا لهذا الوطن، ألا يكفينا أن شبابنا هم وقود الحرب وأداتها، ولولاهم لسيطر المعارضون على البلد منذ زمن، فليحترموا موتانا، نريد منهم أن يكفوا أذاهم عنا".
ومن جهة أخرى، أرجع مسؤولو النظام في محافظة اللاذقية الأمر إلى سيطرة القوات الجوية الروسية بشكل كامل على المطار ومحيطة، وتحويله إلى مقر لقيادة العمليات الروسية في المنطقة، وإلى صغر مساحة المطار، وعدد مدرجاته الأمر الذي منع من استخدامه لهبوط وإقلاع الطائرات المدنية، وبقاءه محصورا بالطائرات العسكرية التي تقلع منه بكثافة على مدار الساعة للقيام بـ"مهمات عسكرية" في كافة أنحاء سوريا، وفقا لتصريحات مسؤول في المكتب التنفيذي بمحافظة اللاذقية.
طارق حاج بكري -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية