في خيمة منسية تفتقر إلى أبسط شروط الحياة الإنسانية قرب معبر "باب الهوى" تعيش الخمسينية "رحاب البرغش" حياة رتيبة كئيبة ممزوجة بالآلام والأوجاع التي لا تفارقها ليل نهار، جرّاء إصابتها بمرض الحصيات في كليتها اليسرى إلى جانب إصابتها بالشلل في أطرافها السفلية ومرض الضغط.
بدأت رحلة "رحاب" مع المعاناة منذ أكثر من 7 شهور في مدينتها "البوكمال" على الحدود السورية العراقية حين أصيبت بحصيات في كليتها، وكانت تعتمد على العلاج الدوائي للتخفيف من آلامها حين كانت بعض المشافي في المدينة تتوفر على القليل من الدواء، ولكن مع سيطرة تنظيم "الدولة" على المناطق الشرقية من سوريا، وإغلاق المشافي العامة وسرقة الأدوية والأجهزة اللازمة لعلاج الناس لم يعد لدى "رحاب" القدرة على تحمّل الآلام مع عدم وجود المال الكافي للعلاج في بعض المشافي الخاصة، فاضطرت للخروج من المدينة بحثاً عن العلاج كما يروي ابن شقيقها "داود البرغش" لـ"زمان الوصل" مضيفاً أنها تمكنت من جمع بعض المال من بعض الخيرين وتوجهت إلى دمشق للعلاج فتم منعها من قبل تنظيم "الدولة".

بعد معاناة طويلة ومشاق تمكنت المريضة "رحاب" من التوجه إلى مدينة إدلب علّها تستطيع الدخول إلى تركيا وهناك -كما يقول محدثنا- بدأت معاناة جديدة مع ضيق الحال وكثرة "المحتالين" من المهربين على الحدود السورية -التركية ممن يتواجدون في ساحات "إدلب" و"اعزاز" ولا يمكن معرفة أسمائهم فهم يتقاضون مبلغ 500 دولار عن كل شخص يدّعون إدخاله الى تركيا ويتوارون عن الأنظار.
وهناك طلب السماسرة منها مبلغ 1500 دولار مدّعين أنهم سيدخلونها مع مرافقيها إلى تركيا، حسب "برغش" الذي أكد أن قريبته لم تستطع الدخول من معبر "باب الهوى" رغم حصولها على موافقة من المكتب الطبي والسماح بالدخول من المعبر المذكور بتاريخ 16/5/2016.

وأردف: "في كل مرة تأتي مع والدتها العجوز يتم إعادتهما من الجانب التركي لأسباب غير معروفة، ولا يستطيعان التفاهم مع الموظفين ومعرفة أسباب إرجاعهم لعدم اتقانهم للغة التركية".
ويرافق المقعدة "رحاب" والدتها العجوز التي تخدمها ليل نهار مع حفيدها الذي لا يتجاوز عمره 14 عاما، وترك أهله لخدمة عمته وجدته وإيصالهم إلى تركيا لكن دون جدوى، مما اضطرهم -كما يقول محدثنا- للعيش في خيمة مع عائلة نازحة هي الأخرى في مخيم "أطمة" قرب الحدود السورية التركية منذ 4 أشهر دون أن يملكوا المال لتدبر أمورهم اليومية عدا ثمن العلاج والأدوية التي تحتاجها المرأة المقعدة.
وناشد "داود" كل من يستطيع مد يد العون من الأشقاء الأتراك والسوريين لإنقاذ عمته ومن معها وإدخالها إلى المشافي التركية لتلقي العلاج، لافتاً إلى أن "وضعها الصحي في منتهى السوء، إذ تعيش على المسكنات للتخفيف من آلامها الشديدة وبالذات عند تحرك الحصيات في الكلى"، وثمة تخوّف -كما يقول- من أن يؤدي تأخر العلاج إلى إصابتها بالفشل الكلوي بحسب ما أكد الأطباء في مشفى "باب الهوى" الحدودي.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية