أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

القشـــــــة والبعيــــــــر ... كريم الدين فاضل فطوم



كلما حدث ( مكروهاً ) للأمريكان كانت تسارع بعض الجهات العربية للدفاع والسخرية من الحدث
ويذكروننا ببعض ما تشابه من ( نكبات وانهيارات ) زمن التوجهات الإشتراكية والمد الشيوعي
ويضربون المثل القائل ( القشة التي قصمت ظهر البعير ) معبرين عن الحجر الأول الذي أسقط
من جدار برلين معتبرين أن سلسة الأحداث التي تلت ذالك أنهت وإلى الأبد الحقبة الشيوعية أو
الإشتراكية متجاهلين من بقي متمسكاً ولو بالمنحى العام من الصين حتى كوبا ناهيك عن المسارات
التي قلبت موازين التوجهات الغربية والامبريالية في أمريكا الجنوبية ,ونحن بدورنا لا نتحدث
عن الأزمات المنطقية للأنظمة الرأسمالية ( وذالك بحسب الحتمية التاريخية ) وندعوها بالقشة التي
قصمت ظهر البعير ,هذا العملاق المتوحش ليس بعيرا ولن يكون له من الإلفة فينا ولن نستطيع
إلا انتظار التطورات الدراماتيكية للأزمة المالية ( أزمة الرأسمالية العالمية والنظام الإمبريالي )
وما ستحدثه من تغيير على صعيد الرأسمال من جهة والشعوب من جهة ثانية وخاصةً بعد المطالبة
بالحد من حرية السوق ( ألف باء النظام الحر ) .للخروج من فوهة البركان الذي سيدمر كل الأنظمة
والأيديولوجيات التي خربت سعادة البشرية وأنتجت فقراً ومرضاً وموتاً .
الاّن بدأت بوادر الوعي لما تحقق من قبل النظام الاشتراكي وسيكبر ويغدو معرفة ينتزع كل الإنحسارات
الوطنية والقومية والاشتراكية التي حدثت بقوة الإرهاب الفكري والسياسي والاقتصادي والحملات العسكرية
للإمبراطوريات الغربية المتوحشة ولا بد من ذاك اليوم الذي يشعر فيه الإنسان أنه الغاية والأمل والمستقبل ,
وأن هذه الأرض بكل ماتحتوي هي للكل وليست لمن يمتلك القوة والتدمير .


(108)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي