أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

روتين السلطات الألمانية يهدد طفلة سورية بفقدان كليتها

لينور الشريف - زمان الوصل

لم يرحم المرض سنواتها الغضة، فأنشب أظفاره في جسد الطفلة السورية "لينور الشريف" التي ولدت مصابة بالسرطان، وبعد تغلبها على المرض الخبيث أصيب بإيذاء عصب المثانة نتيجة خطأ طبي في أحد مشافي دمشق، لتعيش منذ 10 سنوات على القسطرة البولية التفريغية لحماية كليتيها اللتين باتتا مهدّدتين بالفشل الكلوي.

ورغم مناشدة والدها الذي يعيش في ألمانيا لأكثر من جهة وطرقه لأبواب السفارة الألمانية في بيروت أكثر من مرة لتسريع أوراق لمّ الشمل وإنقاذ طفلته، إلا أنه لم يفلح، وكان ردهم كما يروي لـ"زمان الوصل" أن الحالة لا تستدعي الاستعجال.

ويضيف أن طفلته ستخسر بسبب هذا التأخير إحدى كليتيها التي باتت تعمل بنسبة 20_15% فقط فيما بدأت تسوء حالة الكلية الثانية وتراجع أداؤها إلى نسبة 80 %.

قبل أن تكمل السنتين من عمرها ظهر لدى "لينور" كتلة في منطقة الحوض واتضح في التحاليل أنها كتلة سرطانية، وأجريت لها عملية اسئصال للكتلة في مشفى "العباسيين" بدمشق، ولكن الإهمال الطبي أثناء العملية أدى -كما يؤكد والدها- إلى إيذاء عصب المثانة وقطعه، ومنذ ذلك الوقت تعيش "لينور" على القسطرة البولية التي يتم إفراغها من قبل أهلها كل أربع ساعات من أجل حماية كليتيها، ومضى على هذه الحال 10 سنوات. 

وبسبب الحرب وما آلت إليه البلاد لجأ والد "لينور" إلى ألمانيا لينتشل عائلته من الخراب وتأمين علاج لابنته بالشكل الصحيح وبعيداً عن "الخراب الطبي والتجار الذين هم بالاسم أطباء"، حسب وصفه.
ويضيف والد الطفلة أنه أرسل ملفاً عن حالة "لينور" إلى السفارة طمعاً في تسريع الإجراءات حتى تحصل ابنته على العلاج في أسرع وقت، لكنهم رفضوا، كما يؤكد.

وبسبب هذا التأخير قد تخسر ابنته إحدى كليتيها.

وأردف محدثنا أنه تواصل مع السفارة عن طريق محامٍ ألماني مبرزاً التقارير اللازمة لشرح حالة صغيرته، وكذلك تم التوسط من قبل منظمتي "كاريتاز" و"الصليب الأحمر" ولكنهما –كما يقول- لكم تفلحا في إقناع السفارة بحالة ابنته الحرجة، وجاء ردهم -كما يؤكد- أن الحالة لا تستدعي تسريع أوراق لمّ الشمل وأن الطفلة يمكن أن تُعالج في بيروت، علماً أن تكلفة علاجها ببيروت أكبر بكثير من أوروبا، علاوة على أنه لا يملك تكلفة العلاج، فأبسط زيارة لطبيب بولية تكلف حوالي 100 ألف ليرة سورية أي مجرد تصوير وتحاليل، ولا تقل قيمة الفحص عن 5 آلاف في كل مرة.

وتساءل والد الطفلة بحرقة وألم: "إذا كانت حالة ابنتي لا تستدعي تسريع الإجراءات وهي الآن تخسر كليتها أمام أعيننا فمن الذي يستحق بنظر السفارة؟"

ولفت محدثنا إلى أنه جرّب كل الطرق لتأمين علاج لابنته قبل أن يركب البحر ويسافر إلى أوروبا، لكن دون جدوى، مؤكدا أن المفوضية العليا للاجئين أبلغته عند مراجعته لها أنهم لا يستطيعون مساعدته بأي شي حتى بعلاجها مكتفين بعرض حصص طعام لعائلته لا أكثر. 

وتعيش (لينور- 11 سنة) مع والدتها وشقيقها 8 سنوات، في أحد أحياء العاصمة دمشق بانتظار أن تمتد إليه يد حانية وتؤمن سفرها إلى ألمانيا لتلقي العلاج ولتجنب تضرر كليتيها الذي ينذر بفقدانها الحياة.
فارس الرفاعي -زمان الوصل

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(146)    هل أعجبتك المقالة (122)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي