روى الناشط "علي أبو الجود" تفاصيل عن استشهاد أفراد عائلته إثر سقوط برميل متفجر على باحة منزله في حي "جلوم" وسط حلب منذ أيام.
وأشار أبو الجود لـ"زمان الوصل" إلى أنه كان عند صديق له بمكتبه في حلب القديمة عندما حصلت اشتباكات في محيط قلعة حلب فاتصلت به زوجته مستفسرة عن هذه الاشتباكات فأجابها -كما قال- بأن الاشتباكات متقطعة طالباً منهم أن لا يخافوا او يهتموا للأمر، وعندما سألته إن كان سيتأخر أجابها خلال 10 دقائق أكون في المنزل، ولكنه تأخر عنهم –كما يقول– ربع ساعة فسمع صوت مروحية للنظام وبعد دقائق أسقطت برميلاً متفجراً.
وتابع أبو الجود: "عند سقوطه قلت في نفسي سوف يسقط البرميل فوقي فنطقت الشهادة"، وأضاف الأب المكلوم: "فجأة سُمع صوت انفجار قوي في منطقة الجلوم التي يقع فيها منزلي، وماهي إلا لحظات حتى أخبرني أحد الأصدقاء أن البرميل سقط في منزلي"، مضيفا: "ذهبت إلى المنزل فعلاً فلم أر منزلاً بل ركاماً وأنقاضا من الحجارة، وهناك كانت الصدمة الكبرى، فتماسكت وأصبحت ألهج بذكر الله".
وحينها أتت مجموعة من الدفاع المدني وبدؤوا برفع الأنقاض لمدة يومين ليفاجأ أبو الجود باستشهاد كل أفراد عائلته، وهم أبناؤه الأربعة محمد، وعائشة، وعفراء، وعبيدة وأمهم وزوجته الثانية ووالدها المسن العاجز.
واسترجع الأب المفجوع موقفاً مؤثراً لأطفاله بعد أن تم فك الحصار عن حلب حين أخبرهم بأنه ينوي الخروج الي ريف إدلب فقالوا له نحن سوف نبقى معك نموت معاً أو نكون شهداء أو ننتصر ونحن مرفوعو الرأس، مشيراً إلى أنهم كانوا يركضون إليه ويجلسون في حضنه خائفين عندما تقصف الطائرات ليلاً أما نهاراً فكانوا يراقبونها من سطح المنزل ولا يبدون أي خوف منها.
وأضاف محدثنا: "الحمد لله الذي أكرمني وأخذ فلذة كبدي وأنا راض بقضاء الله وقدره". وتمنى أبو الجود أن يتم تسليط الضوء على باقي المجازر التي ترتكب بحلب خاصة وسوريا عامة فمصيبته، -كما يقول- جزء لا يتجزأ وهي صغيرة أمام باقي المجازر.
وعمل أبو الجود قبل الثورة في مجال التصوير المرئي والفوتوغراف ومع بداية الثورة واكب المظاهرات السلمية بتصويرها، ومن ثم انتقل لتوثيق مجازر النظام والعدوان الروسي بالكاميرا ذاتها التي وثق بها مصابه بارتقاء أفراد عائلته جميعهم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية