خطة تركية للتدخل في سوريا منذ سنتين.. أحبطها أتباع "غولن" وتحفظت عليها "واشنطن" وعرقلتها "سوخوي"

قال مسؤول تركي كبير إن قيادات من الجيش التركي موالية لـلكيان الموازي بقيادة "فتح الله غولن"، هي التي عطلت -ولمدة سنتين- خططا جاهزة للتدخل العسكري في سوريا، متذرعة –أي تلك القيادات- بعدم كفاية القدرات اللازمة لمباشرة هذا التدخل والاستمرار فيه.

وبحسب تقرير نشرته جريدة "حرييت" التركية، وتولت "زمان الوصل" ترجمة أبرز ما فيه، فقد كشف المسؤول عن معلوماته مشترطا حجب هويته، نظرا لحساسية ما يطرحه، مضيفا:"عملت الحكومة التركية على خطة للتوغل البري (داخل سوريا) منذ أكثر من عامين، لقد اقتربنا من إرسال قوات برية إلى هناك منذ ما ينوف عن سنتين، وفي حزيران/يونيو 2015 ناقشت تركيا مع دول في التحالف، بما فيها الولايات المتحدة، إمكانية شن هجوم بري لتحرير جرابلس".

وأفصح المسؤول عن مساعي "بعض القادة داخل المؤسسة العسكرية من أجل وقف الخطة" التركية، معقبا: "طرحوا أعذارا، من قبيل: عدم وجود القدرة العسكرية الكافية، ليوحوا إلى الحكومة باستحالة لمضي قدما في خططها".

وكانت خطة التدخل تعتمد بشكل رئيس على القوات الخاصة، وقائدها "العميد سميح ترزي" الذي يتولى شؤون العمليات في المناطق المحاذية لسوريا، وقد قتل "ترزي" خلال مشاركته في المحاولة الانقلابية الفاشلة قبل نحو 40 يوما، بينما كان يهم في السيطرة على المقر العام للقوات الخاصة في أنقرة.

وأبان المسؤول التركي أن الأمريكيين –خلال مناقشة الخطة معهم- أبدوا تحفظه، معتبرين خطة أنقرة "غير عملية"، في ظل ما سموه نقص أعداد "المقاتلين المعتدلين" اللازمين لتحرير جرابلس وأجزاء أخرى من شمال سوريا، رافضا التعليق على دوافع تحفظ واشنطن تجاه الخطة.

لكن المسؤول أشار إلى وجود عقبة أخرى أسهمت في تأخير التدخل التركي، وتمثلت في الأزمة التي نشبت مع موسكو، عقب إسقاط تركيا مقاتلة روسية من طراز "سوخوي".

وقال المسؤول: "بعد إسقاط طائرة روسية في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2015، أصبح من المستحيل عمليا تنفيذ خططنا بسبب عدم القدرة على توفير غطاء جوي، ولو لم يحدث التقارب الأخير مع روسيا لما كان للتوغل البري أن يمضي إلى الأمام بصورة فعلية".