أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

هرب من معمل اسمنت حلب مديرا وعاد إليه محررا بعد 4 سنوات

محررا وقبلها موظفا - زمان الوصل

عاد المقاتل "محمد أمين حمود" إلى معمل الاسمنت الواقع عند أطراف منطقة "الشيخ سعيد" جنوب حلب محرراً بعد أن عاش في كنفه عقدين من الزمن وفرّ منه بعد انكشاف تأييده للثورة في نيسان من العام 2012.

وروى المهندس "حمود" مسؤول كتيبة الهندسة والتصنيع الحربي في "الفرقة101 مشاة" لـ"زمان الوصل" جوانب من حياته داخل المعمل الذي تحول إلى عنوان رئيسي للأخبار خلال الأيام الماضية باعتباره من أكبر مواقع النظام بمدينة حلب واستماتة المليشيات الشيعية فيما بعد في التمسك به لما يمثله من موقع استراتيجي هام، ولكنه يمثل بالنسبة لـ"حمود" جزءاً حميمياً من ذكرياته الممزوجة بالكد والعرق والإبداع قبل أن يتحول إلى ثكنة مترامية الأطراف تزرع الموت والفناء في المنطقة. 

في عام 2010 كان "حمود" مديراً لمقلع الشركة العربية للاسمنت ومواد البناء ونال براءة اختراع في علم المتفجرات بعد استبداله الديناميت بالماء المقطر، ووفّر هذا الاختراع الذي عُمِّم على كل شركات القطر-كما يؤكد- ملايين الليرات.

وعام 2011 تم إيفاده إلى الأردن لنقل هذه التجربة وعند عودته كانت رياح الثورة قد هبّت في جبل الزاوية التي ينحدر منه، فبدأ بالعمل السري مع الثوار بحكم خبرته بالمتفجرات وعند انكشاف امره اتصل أحد عناصر المخابرات الجوية به من رقم سري ونبّهه إلى أنهم في طريقهم لإلقاء القبض عليه، فغادر الشركة هاربا في 4/4/2012 وصدر أمر طرده من الخدمة وحينها التحق بصفوف المقاومة السورية ضد النظام حتى هذه اللحظة.

في شباط فبراير من عام 2013 عاد "حمود" إلى المعمل الذي أمضى فيه أكثر من عقدين من الزمن ولكن كمحرر لا كموظف ليحررّه مع رفاقه آنذاك إلى جانب الإسكان العسكري وحي "الشيخ سعيد"، ونظراً لقلة عدد عناصر المقاومة السورية وضعف تسليحهم لم يتمكنوا من تأمين حراسة للمعمل وخاصة من الطرف الغربي الذي يشرف على الاوتوستراد والغاز والراموسة والدباغات، فتسللت إليهم قطعان من قوات النظام مع شبيحة "آل ميدو" و"آل عزوز" وهم من شبيحة سكان حي "الشيخ سعيد" وأكثرهم تأييدا للأسد-كما يؤكد محدثنا- مشيراً إلى أنه حوصر مع رفاقه في المقاومة بمنطقة ضيقة قبل أن ينفذوا انسحاباً تكتيكياً بالذخيرة واستطاعوا الإفلات من الحصار بعد أن فقدوا شهيدين.

بعد انسحاب المقاومة السورية أصبح المعمل نهباً لشبيحة "ميدو" و"عزوز" وقوات الجيش الذين نهبوا محتوياته قبل أن يتخذوا منه ثكنة عسكرية، وعند الهجوم على ريف حلب الجنوبي سُلّم إلى الميليشيات الشيعية التي استماتت في الحفاظ عليه باعتباره أكثر المواقع تحصيناً في حلب بطريقة بنائه وارتفاع خزانات التخزين البيتونية فيه. 

يتألف معمل الاسمنت من 3 معامل، المعمل الأول معمل قديم يعتمد الطريقة الرطبة لإنتاج الاسمنت البورتلندي والاسمنت المقاوم. وكان هذا المعمل -حسب محدثنا- ملكاً لشركة "شبارق" قبل أن يتم تأميمه في زمن عبد الناصر، وإلى الجنوب منه المعمل الأضخم، وهو العربية ينتج 3500 طن من الاسمنت البورتلندي يومياً، وإلى الجنوب منه يقع معمل الاترنيت وبواري الصرف الصحي، ويحد المعامل من الغرب حي "الراموسة" ومن الشمال أوتوستراد الرقة ومن الشرق معمل الإسكان العسكري وقرية "عين العصافير" ومن الجنوب مؤسسة الصرف الصحي.

وأكد محدثنا أن كتل الخزانات المبنية بالبيتون المسلح ترتفع عن الأرض 70 متراً ومن أسطحتها يمكن السيطرة نارياً على الأوتوستراد ومجمع الكليات وحي "الراموسة" وطريق حلب -الوضيحي وجنوباً حتى مسافات واسعة، علاوة على وجود مستودعات ذخيرة ضخمة داخله، وكان قبل تحريره نقطة انطلاق لقوات النظام لاستعادة حي "الراموسة".

بعد بدء معركة فك الحصار عن حلب وبهدف فتح طريق واسع بين المدينة وريفها، مهّدت فصائل المقاومة السورية للسيطرة على معمل الإسمنت بكثافة نارية وتم حرق خزانات الفيول الضخمة واقتحامه من الشمال والغرب وتمكن المقتحمون -كما يؤكد حمود- من تحرير المعمل القديم ومعمل العربية ودارت اشتباكات قوية قبل أن ينسحبوا لشدة قصف الطيران ووقوعهم بكمائن ضمن أبنية المعمل المحصنة وهي -حسب حمود- عبارة عن كم هائل من الأبنية تشبه المتاهة، إذ تبلغ مساحة كتلة المعامل -كما يؤكد- أكثر من 10 كيلومتر مربع، مما يجعله أشبه بالمدينة مترامية الأطراف.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(158)    هل أعجبتك المقالة (146)

OMAR OMAR

2016-08-26

حماك الله ياأخ حمود حماك الله ياأخ حمود حماك الله ياأخ حمود.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي