يتخوف ناشطون في مدينة "جرابلس" من تكرار سيناريو مدينة "منبج"، فيما يتعلق بمخلفات الألغام التي أودت بحياة الكثيرين هناك.
وطالب الناشطون بإرسال كاسحات ألغام قبل بداية الاجتياح لمدينة "جرابلس" من الأراضي التركية وإرسال فرق مختصة لنزع ما تبقى من ألغام ومتفجرات داخل المدينة لتخفيف الإصابات حفاظاً على سلامة أهلها حين عودتهم إلى منازلهم، لافتين إلى أن "مفخخات منبج أشبه بمفرقعات أمام تفخيخ جرابلس".
وكانت الحكومة التركية قد سمحت للثوار في "منبج" و"جرابلس" بعد عقبات وضغوط دولية بالعبور من "الراعي" غربا إلى "جرابلس" شرقا عن طريق أراضيها لتحرير المدينة الحدودية من تنظيم "الدولة".
وتأتي موافقة تركيا على هذا الأمر بحسب الناشط "جودت الجيران" بعد سيطرة ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" على "منبج" وريفها ووصولهم إلى أطراف "جرابلس" بدعم جوي من التحالف الذي تقوده أمريكا، فاعتبرت تركيا ذلك -كما يقول- خطراً على أمنها القومي بسبب رفضها المشروع الفدرالي الكردي وتجاوزاً لآخر خطوطها الحمراء.
وسارعت الحكومة التركية إلى اتخاذ خطوات سريعة لإعادة التوازن إلى المنطقة وذلك عن طريق تعزيز الدعم لفصائل الجيش الحر ومساعدتهم في استعادة "الراعي" بالتمهيد المدفعي، كما أنها أيضا سمحت على عجل بدخول كتائب الجيش الحر إلى أراضيها لدخول "جرابلس" وتحريرها لإقامة شريط عازل من "إعزاز" غربا حتى "جرابلس" شرقا يفصل بينها وبين مناطق سيطرة ميليشيا "سوريا الديمقراطية".
ومن أبرز الكتائب المشاركة في هذه العملية -كما يقول محدثنا- "فيلق الشام"، "حركة الزنكي"، "تجمع فاستقم كما أمرت"، و"حركة أحرار الشام" الإسلامية، فضلا عن بعض المتطوعين من شباب "منبج" و"جرابلس"، وبدأت تركيا بالتجهيز والتمهيد لهذه المعركة عن طريق طيرانها الاستطلاعي ومدفعيتها.
ولفت الناشط "الجيران" إلى وجود تحديات لوجستية تواجه مسار المعركة ومن أهمها كما يقول -كثرة الألغام والتفخيخ العشوائي للمدينة- ولا سيما في أحيائها الشمالية المواجهة للبوابة والخط الحدودي.
وهناك –حسب محدثنا- تخوف لأن التفخيخ الذي يقوم به تنظيم "الدولة" عشوائي، ولفت محدثنا نقلاً عن مصادر سرية من داخل المدينة وريفها الغربي إلى أن التنظيم يجهز السيارات المفخخة في وجه القوات المهاجمة.
ويشير الناشط "الجيران" إلى كثرة اللاجئين في القرى التي تقع غربي المدينة إذ أجبر القصف المدفعي التركي بعض سكان هذه القرى على النزوح جنوباً مثل قرية "الدكنك" و"كلجة" و"الطريخم".
وعبّر "الجيران" عن أمله بأن لا تطول هذه المعركة لأن تنظيم "الدولة" -كما يؤكد- ليس لديه من القوة ما يمكنه من الصمود أكثر من ذلك، ولكنه مع ذلك يقوم بإجراءات يائسة، إذ دفع بتعزيزات من ناحية "الغندورة" إلى "جرابلس" للتصدي لتلك القوات وزاد في تفخيخ مواقعه أملاً في إطالة عمر المعركة".
وأشار محدثنا إلى أن المعركة للسيطرة على "جرابلس" بدأت فعلياً من خلال القصف والقصف المضاد، ولكن الاجتياح البري لم يبدأ بعد باستثناء بعض الجيوب الصغيرة وتقدم بسيط جداً في مزارع مقابلة للحدود غرب المدينة.
ومن المتوقع -حسب الناشط الجيران- أن يسلك تنظيم "الدولة" الاتجاه الجنوبي الغربي وينسحب من المدينة، ولكن هناك خشية من تركيز جهوده لمهاجمة "مارع" أو حصارها مرة جديدة على أقل تقدير، فيما إذا خسر معركة "جرابلس"، منوّهاً إلى أن التنظيم سيحاول رفع معنويات عناصره ولو بنصر وهمي.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية