أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مبادرة للإفراج عن المعتقلين من سجون الأسد ولكن..

اعتُقل الشقيقان بشير ورشاد حذيفة من منزل عائلتهما في مدينة بانياس منتصف شهر تشرين الثاني عام 2012 على يد "زوار الليل"، ليخرج رشاد جثة هامدة بعد ثلاثة أشهر من اعتقاله في الفرع 215 وليلحق به الثاني شهيداً في نفس الزنزانة بعد عام كامل في 15 آذار 2014.

ولكي تجد عائلتهما أي خيط يوصلها لمعرفة مصير ابنيهما؛ اضطرت لتقليب آلاف الصور المروّعة والتحديق بعيون آلاف الشهداء الذين قضوا مثله تحت التعذيب بسجون الطاغية، عبر موقع الجمعة السورية للمفقودين ومعتقلي الرأي. وعبثاً حاولت العائلة العثور على صورة أخيه الشهيد بشير، لكن لم تجدها، كما لم تستلم جثمانيهما ولم تعرف أين دُفنا.

قصة هذين الشابين هي واحدة من قصص أكثر من 200 ألف شاب مثلهم ينتظرون أفعالاً لا مشاعر لإنقاذهم من الموت المتربّص بهم، وهذا ما دفع بشقيقهما الناشط "أحمد حذيفة" لإطلاق مبادرة تهدف للإفراج عن معتقلي سجون النظام ومبادلتهم بأسرى لدى فصائل المقاومة السورية.

وتتمثل فكرة الحملة–كما يقول حذيفة- لـ" زمان الوصل" بمحاولة السعي لتبييض سجون فصائل المقاومة السورية جميعها مقابل تبييض سجون الأسد، وكلمة "تبييض" تشمل الفروع الأمنية بالدرجة الأولى وليس السجون المدنية أي المعترف عليها من قبل النظام، وهي–كما يقول يؤكد محدثنا-"إشكالية كبيرة"، لأن النظام لا يعترف بوجود مراكز اعتقال سرية لديه، إلا أنه أشار إلى أن "الخبراء في مجال القانون الدولي يعرفون كيف يجدون حلولاً لهذه المشكلة".

وحول المعطيات التي يمكن أن تسند هذه المبادرة، يبسط الناشط أحمد حذيفة (عُرف كناشط باسم الحركي أحمد أبو الخير) عدداً من المؤشرات التي يرى أنها تؤكد "واقعية" هذه المبادرة، وعلى رأسها "وجود كم عدد كبير الفصائل التي لدى كل واحدة منها أسرى من عناصر النظام الذين وقعوا بين أيديهم أثناء المعارك، وفيهم ضباط وجنود وعدد قليل جداً من المدنيين".

وإلى ذلك، يرى حذيفة أن وجود "جثث لخمسة ضباط وعسكريين روس بيد فصائل الثورة (حركة أحرار الشام) يعزز من هذه المبادرة، فضلاً عن أسرى مليشيات إيران الأفغانية والباكستانية والعراقية واللبنانية (حزب الله)، أُخذوا من المعارك ويمكن تبديلهم بأكثر من مدني أو معتقل لدى نظام الأسد.

وحول آلية عمل المبادرة ومنهجيتها، ذكر "حذيفة" أن الأمر يبدأ بتبني الهيئة العليا للمفاوضات للمبادرة، ولهذا يجب على النشطاء الضغط على الهيئة لتبنيها.

وبعد ذلك - يضيف الناشط - تعمد الهيئة إلى بلورة المبادرة وتأطيرها، ثم التواصل مع الفصائل لدعوتهم وإقناعهم بالانضمام إليها، والحصول منهم مبدئياً على عدد الأسرى لديهم وجنسياتهم لترى حجم مجموع الأسرى وتقدم ذلك الرقم في رؤيتها على طاولة المفاوضات.

وقال: "لن نستيقظ غداً ونرى المعتقلين خارج السجون، وليس الطريق إلى حريتهم مفروشاً بالورود، على أن ما أعتقده أننا لو بدءنا العمل في هذه المبادرة اليوم فقد ننجح بإطلاق سراحهم بعد 6 أشهر، لكن لو بدأنا بعد 6 أشهر فإننا لن نراها أحراراً قبل سنة، كما سنخسر العشرات منهم بسبب الموت اليومي في السجون".

وشدد على أن "الرؤية يجب أن تمتلك خطاً زمنياً واضحاً، وأماكن محددة للتسلم والتسليم يرضى بها الطرفان، ووساطة دولية معتبرة، وإفراج متدرج خلال الفترة الزمنية المتفق عليها، يجري خلالها تسليم واستلام دفعات المفرج عنهم بين الطرفين بشكل متزامن بما يعزز الثقة لإكمال الدفعات اللاحقة".

ونوّه محدثنا إلى أن "الرهان الأول هو أن تتوحد الفصائل وتتواضع قليلاً وتقبل بالهيئة العليا للمفاوضات كـ"وسيط" بينها وبين المجتمع الدولي (أمريكا وروسيا)، إن كانت لديهم حساسية من اعتبارها "ممثلاً" لهم في هذا الملف". 

ومن المعروف أن هيئة المفاوضات علّقت مشاركتها بمفاوضات جنيف، على خلفية الفشل بإحداث تقدم بالملف الإنساني الذي يضم المعتقلين في سجون الأسد، والمناطق المحاصرة.

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي موستورا قد أبدى اهتمامه بملف المعتقلين في آذار الماضي معتبراً أنه ملف هام وذو شأن.

وختم الناشط أحمد حذيفة حديثه لـ"زمان الوصل" بالقول: إنّ "المعتقلين المحاصرين بأبشع ما يكون الحصار داخل أسوار سجون الأسد، يستحقون "ملحمة" من أجلهم، تتكاتف لنجاحها كل الفصائل الثورية بمختلف أطيافها، بمساعي من الهيئة العليا للتفاوض كونها الممثل "السياسي" الوحيد للسوريين.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(175)    هل أعجبتك المقالة (178)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي