أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مصور الطفل "عمران" يروي لحظات توثيق اللقطة التي طغت على وسائل الإعلام والتواصل

المصور "رسلان"


صورة الطفل الحلبي "عمران" (5 سنوات)، وهو يجلس على مقعد داخل سيارة إسعاف مذهولا، فيما اختلطت الدماء والغبار وغطت جسده وثيابه ووجهه دون أن ينطق بكلمة أو يبدي أي ردة فعل متوقعة من بكاء أو صراخ.. طغت على وسائل الإعلام ومواقع التواصل، لتعبر عن جانب من يوميات الألم والمعاناة في حياة السوريين عموما والحلبيين خصوصا، وفي مقدمتهم الأطفال. 

كان المصور "محمود رسلان" موجودا في مكان لا يبعد أكثر من 700 م عن المبنى الذي أُصيب فيه الطفل "عمران" بحي القاطرجي، وخلال دقيقة وصل بسيارته وكان معه كما يقول لـ"زمان الوصل" مجموعة من العاملين في الحقل الإعلامي، وهناك عاينوا أحد المباني وهو مهدم كليا، إلى جانب المبنى الذي يقع فيه منزل عمران (تهدم جزء منه).

ويروي رسلان:" كان علينا المروربـ3 جثث قبل دخول المبنى مع المسعفين، لنفاجأ بانهيار الدرج الموصل إلى الشقة التي تقطن فيها أسرة الطفل عمران، وبعد جهد جهيد تمكن أفراد الإنقاذ من إنزاله لى الطابق الأول وبعدها تم إسعاف شقيقه الصغير وشقيقتيه (8 و11 عاما) وأمهم التي كانت مصابة في قدمها نتيجة سقوط كتلة إسمنتية عليها وتم حملها على نقالة، بينما تمكن رب الأسرة من الخروج بنفسه عبر شرفات غير مهدّمة في المبنى، رغم أنه كان مصابا في رأسه".

ويوضح "رسلان" أن المسعفين حملوا "عمران" إلى أقرب عربة إسعاف وأجلسوه على كرسي داخلها، معقبا: "لاحظت صمته الغريب وتحديقه فيما حوله وكأنه غير مدرك لما حلّ به... كنت أظن أن أذى قد لحق بعينه اليسرى التي كانت مغطاة بالغبار والدماء، وكانت علائم الصدمة بادية على وجهه من قوة الصاروخ والمشاهد التي رآها بعد تهدم حائط على عائلته، ومن أصوات التكبير بنجاته". 

وأبان المصور "رسلان" أن المدة استغرقها وضع عمران وشقيقين له في سيارة الإسعاف وتصويره وانطلاق السيارة لم تتجاوز 14 ثانية، وهذا ظاهر –كما يقول- من متابعة توقيت المقطع المصور الذي عرض لاحقا.

وأشار "رسلان" إلى أنه لم يكن يتوقع أن تحقق صورة الطفل "عمران" هذا الصدى والانتشار، وأن تترك هذا التأثير، فكل يوم يعاني عدد كبير من الأطفال، ومنهم من يتم انتشاله من تحت الأنقاض أشلاء، ورغم ذلك لم يتحرك العالم أو يحتج وكأن الأمر لا يعنيهم. 

ويمارس "محمود رسلان" نشاطه في مجال الإعلام والإغاثة، وقد أصيب 3 مرات منذ بداية الثورة، أثناء تأدية مهمامه.

وعمل الشاب (27 عاما) إعلاميا لدى الهيئة الشرعية في حلب، كما أسس مع عدد من الناشطين مركز إعلاميا غطى كثيرا من الأحداث في حلب، وهو الآن يعمل متعاونا مع قناة الجزيرة مباشر.


فارس الرفاعي - زمان الوصل
(129)    هل أعجبتك المقالة (149)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي