أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عمران شقيق إيلان.. كثف المأساة وكشف منظومة الأخلاق المدقعة

عمران

استأثرت صورة الطفل "عمران دقنيش" الذي خرج من تحت الأنقاض بعد غارة للطيران الحربي على حي القاطرجي في حلب.. استأثرت باهتمام كبير على وسائل التواصل، كونها تكثف المأساة السورية، لاسيما تلك التي نهشت وما تزال أطفال سوريا.

واستهدف طيران العدوان الروسي حي القاطرجي بغارة خلفت عددا من الشهداء والمصابين، وقدر الله أن يكون الصغير "عمران" من بين من كتبت لهم النجاة، حيث تم انتشاله من تحت الأنقاض والإسراع به إلى أقرب عربة طبية.

وجه "عمران" المضرج بالدم المختلط بغبار الأنقاض وهو يجلس مشدوها وواجما على كرسي برتقالي، شكّل ما يشبه لوحة "سوريالية"، ذكّرت إلى حد ما بأخيه في الطفولة "إيلان" الذي قضى غرقا وهو يحاول بصحبه أهله الفرار من الحرب وويلاتها، مستقلا قاربا متهالكا.


وعمد بعض وارد مواقع التواصل إلى استخدام صورة "عمران" في عدة لقطات، منها واحدة تجمع الرئيسين الأمريكي والروسي، في دلالة على أن الطفل هو ضحية تواطؤ ما، يقصف فيه طرف ويرتكب المجازر، ويتغاضى فيه آخر عن الوضع، وكأن بحرا من الدم لم يجر.

وإن كانت صورة "عمران" قد جذبت انتباه الكثيرين، فإن "عمرانات" سوريين كثرا سبقوه، ولاقوا مصيرا مشابها لمصيره بل أدهى وأمر، حيث حولتهم قذائـف النظام وحلفائه إلى أشلاء مقطعة أو متفحمة.. ولكن "عمران" يضع -كما إخوانه الأطفال الذين سبقوه- المجتمع الدولي على المحك، ويعطي دليلا إضافيا على منظومة أخلاق مدقعة، باتت السياسة العالمية منغمسة فيها حتى أذنيها، حتى غدت تستكثر مجرد الشجب الكلامي، الذي كان شائعا إلى أن جاءت الكارثة السورية فحل مكانه الصمت، قبل الانتقال إلى مرحلة التشجيع (الكلامي والفعلي) على الإجرام.

زمان الوصل
(88)    هل أعجبتك المقالة (92)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي