أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

السويداء تعيش أسوأ أيامها.. غياب شبه تام للخدمات الرئيسة وخراب أمني

يأتي الوضع الأمني المتهالك ليزيد سوء الأوضاع

تشهد محافظة السويداء خلال الأيام الراهنة ترديا غير مسبوق في مستوى الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء وإنترنت ووقود، فضلا عن استمرار تراجع الوضع الأمني إلى درجة بات معها وصف السويداء بـ"المحافظة الآمنة" وكأنه نكتة سمجة.

ففي مجال المياه وصلت مدينة السويداء إلى الحدود الدنيا من ضخ المياه في الشبكة العامة، ما رتب على الناس أعباء مالية من أجل شراء مياه للشرب ولأغراض النظافة، وهي أعباء تعجز عنها الكثير من فئات الطبقتين الوسطى والدنيا.

وضع المياه الكارثي في المحافظة، أصبح ينذر بعطشها وبتدهور حالة النظافة فيها أكثر فأكثر، إلى درجة دعا معها بعض رواد مواقع التواصل لتنفيذ "اعتصام" أمام مبنى مؤسسة المياه تحت عنوان "قملنا وطلعت ريحتنا".

ويقول أهالي السويداء إن المبررات التي تضعها "الدولة" لتسويغ أزمة المياه غير مقبولة، سواء من ناحية كلامها عن نقص في الوقود يمنع تشغيل المولدات الكهربائية لكي تدور المضخات، أو لجهة الحديث المكررعن مهاجمة "العصابات المسلحة" لمواقع الآبار ومحطات الضخ، فالنظام قادر على تزويد دباباته وطائراته بـ"بحر" من الوقود ولكنه عاجز عن تأمين براميل معدودة لتدوير المضخات، كما هو قادر على وضع أطواق من الحماية المدججة بالسلاح أمام فروعه الأمنية وثكناته العسكرية ومكاتب ضباطه، لكنه يصبح عاجزا عن فرز عدة عساكرعندما يصل الأمر لحماية مصادر المياه، التي تعني الحياة للبشر والشجر. 

أما فيما يخص وضع الكهرباء، فقد بات أقصى طموح لأهالي المدينة والمحافظة عموما أن يحصلوا على جدول تقنين واضح، يعرفون من خلاله ساعات قطع الكهرباء حتى ولو كانت اليوم كله، بدل الانقطاعات العشوائية والمستمرة التي أعطبت ما بقي من أجهزة كهربائية في البيوت والمحلات.

وليس وضع شبكة الإنترنت بأفضل حالا، إذ إن الخدمة مقطوعة عن مناطق واسعة ولليوم العاشر على التوالي تقريبا، دون أن تكلف مؤسسات النظام المختصة نفسها ببيان الأسباب.

وفي مجال تأمين المحروقات، لاسيما المازوت والبنزين، تضطر طوابير السيارات للاصطفاف أمام محطات الوقود ساعات وساعات، فيحظى أصحابها بكميات ضئيلة، أو قد لا يحظون، والمبرر الجاهز هو "تخفيض المخصصات"، التي لا يبدو لها أي أثر عندما يبدي أحدهم استعداده لشراء الوقود بسعر مضاعف عن سعره الرسمي.

ويأتي الوضع الأمني المتهالك ليزيد سوء الأوضاع، وسط انتشار "عصابات مسلحة" بمعناها الفعلي والحقيقي، من أرباب الإجرام الذين سلحهم النظام وسلطهم على الأهالي، أو تغاضى عنهم؛ ليخطفوا وينهبوا وينصبوا حواجزهم على مختلف الطرقات، بما فيها الطريق الرئيسة بين السويداء ودمشق، دون أن يخشوا نقمة النظام ولا حتى رقابته.

وأخيرا، فإن السويداء تعيش أسوأ أيامها -تقريبا- منذ أن أطلق النظام أولى رصاصته على الشعب السوري، ولكن الخوف الذي يعتري الشارع في المحافظة أن تكون الأزمات الحالية مجرد مقدمة لمرحلة أكثر قتامة تحيل السويداء إلى محافظة منكوبة، رغم أن النظام لم يقصفها بمدفعية ولا برميل.

السويداء - زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (101)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي