أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حمص.. "الدراجة النارية" وسيلة إسعاف في مواجهة حصار "الحولة"

إسعاف أحد الجرحى في ريف حمص - ناشطون

أجبرت ظروف الحصار واشتداد وتيرة الاعتداءات التي يمارسها النظام بحق أهالي ريف حمص بمختلف أنواع الأسلحة على ابتكار وسائل إسعافية تستخدم في أماكن لا يمكن لمنظومة الإسعاف المعتادة السير فيها أثناء إسعاف المرضى والمصابين باتجاه ريف حمص الشمالي.

وبث ناشطون شريط فيديو لدراجتين ناريتين وقد جُهّز كل منهما بسرير للمريض أو المصاب وكل ما يحتاجه من مستلزمات إسعافية إلى حين إيصاله لأقرب نقطة طبية، وبدت دراجتان وهما تخترقان الجبال والوديان والأماكن الوعرة لتجسدا ملحمة الحصار والصمود. 

كان أصحاب الخوذ البيضاء في الدفاع المدني بمنطقة "الحولة" يضطرون للسير لمسافات طويلة قد تتجاوز الـ10 كم لإيصال المريض أو المصاب حملاً على الأكتاف وما يشكله ذلك من معاناة ومشاق وخطر على حياتهم جرّاء القذائف والصواريخ، ولأن "الحاجة أم الاختراع" كان لابد من إيجاد وسيلة تخفف هذا العناء ومن هنا جاءت فكرة إنشاء نقالة متحركة أطلق عليها اسم "الموتوسيكل"–كما يقول الناشط "جهاد موسى" لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن هذه النقالة مكوّنة من سرير حديدي مزوّد بإسفنج و"مخمدات" تخفف من أثر اصطدام جسد المريض أو المصاب نظراً لأن المنطقة التي تُستخدم فيها وسيلة الإسعاف هذه -كما يقول- وعرة ومليئة بالحفر والوديان والأحجار، وتم تزويد النقالة أيضاً بحقيبة إسعافية وقضبان متحركة لتعليق السيروم أو الدم ومكان لاسطوانة أوكسجين إذا كان المريض بحاجة لمنفسة اصطناعية. 

ولفت محدثنا إلى أن "مثل هذه النقالة المتحركة تستخدم فقط في مناطق معينة رفض تحديدها"، مشيراً إلى أن "المريض أو المصاب يتم نقله عادة بسيارة الإسعاف إلى آخر نقطة معبدة بالإسفلت وبعدها يأتي دور "الموتوسيكل" بدل حمل المريض على الأكتاف كما كان معتاداً من قبل، ولدى وصول المريض أو المصاب إلى الطرف الآخر يتم نقله إلى سيارة إسعاف تنقله بدورها إلى أقرب نقطة طبية.

وأشار محدثنا إلى وجود دراجتين ناريتين بنفس الأسلوب الإسعافي يتم تغطية تكاليف نفقاتهما وكل ما تحتاجهما من مصاريف وسائقين وإصلاح على حساب الدفاع المدني بمنطقة "الحولة".

وبدأت منظومة الدفاع المدني بريف حمص الشمالي قبل سنوات كمجموعات صغيرة من المتطوعين، أسسها ناشطون في المنطقة، وفي العام 2014م، تم إحداث مديرية في مدينة الرستن، وأحدث لها قطاعات في كل من "الرستن" "تلبيسة" و"الحولة" إضافة إلى قطاع الدفاع المدني في حي "الوعر"، بمدينة حمص.

وجُهزت هذه القطاعات بكل ما يلزم من سيارات إسعاف وإطفاء وإنقاذ وآليات ثقيلة إضافة إلى الدراجتين الناريتين.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(121)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي