أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حلب تفتح الطريق إلى جنيف "مختلف".. بانتظار قرار من مجلس الأمن

ابتلعت المقاومة السورية مناطق واسعة كان النظام يسيطر عليها، وحققت تقدما نوعيا

يوم الجمعة الماضية، ناقش وزيرا الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرجي لافروف إمكانية تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 حول سوريا ووضع خطة لمواجهة الجماعات "الإرهابية".

وشرعت لجان عسكرية أمريكية روسية بوضع خطة جديدة لوقف إطلاق النار، في الوقت الذي أعلن المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان ديميستورا نيته عقد جولة رابعة من المحادثات بين المعارضة والنظام.

وبحسب معلومات حصلت عليها "زمان الوصل"، فإن الروس والأمريكان دفعا ديميستورا بدعم أوروبي أيضا لصياغة "خطة إطار" جديدة حول الأزمة تدور في فلك تطبيق القرار 2254، بصيغة جديدة تعطي المفاوضات شكلا جديدا بعد فشل ثلاث جولات على أن يتم دعم هذه الخطة في مجلس الأمن بقرار تنفيذي للآليات.

حين ذلك، كان النظام يسير بخطة عسكرية سياسية، محورها توسيع السيطرة على حلب وانتظار الدفع الروسي الأمريكي لعقد جولة مفاوضات يكون فيها النظام الطرف المنتصر على طاولة المفاوضات "يتدلل" سياسيا على المجتمع الدولي ويملي إرادته باعتباره الأقوى على الأرض.

لم تمر أيام قليلة على هذا السيناريو حتى انقلبت موازين القوى على الأرض في حلب، وبات المُحاصِر .. مُحاصَرا، ابتلعت المقاومة السورية مناطق واسعة كان النظام يسيطر عليها، وحققت تقدما نوعيا على المستوى العسكري بالسيطرة على كلية المدفعية وربطت الأحياء الغربية بالشرقية في حلب وكسرت الحصار وواصلت التقدم.

في ظل نشوة الانتصار للمقاومة السورية وهشاشة النظام والميليشيات الإيرانية في حلب وغياب لافت للطيران الروسي في حلب، أصدر "جيش الفتح" بيانا يؤكد فيه استمرار الزحف إلى معاقل النظام حتى رفع الراية فوق قلعة حلب، وسط حالة مريبة من الصمت الدولي، وكأن المطلوب تركيع الأسد وإذلاله وتحجيم قوته العسكرية.

تقدم المقاومة السورية في حلب والخوف من انهيار حالة التوازن العسكري على الأرض، جعلت الدول الغربية تفكر جديا بوقف حقيقي لإطلاق النار على أن يكون هذا الوقف بعيدا عن التنظيمات الإرهابية، حسب التصنيف الروسي الأمريكي.

والسيناريو المرتقب في خضم المعركة الطاحنة في حلب، أن يقدم ديميستورا خطته الجديدة لعقد جولة مفاوضات قريبة، بحيث يحصل على الموافقة الأمريكية الروسية الأوروبية، بعد ذلك يحشد التأييد في مجلس الأمن لوضع اللمسات الأخيرة، فيما تنتهي اللجنتان الروسية والأمريكية من ترتيبات وقف الأعمال العدائية بين المعارضة والنظام.

يوم أمس (الأحد)، قالت وكالة الأنباء الإيرانية إن ما يقارب 2000 مقاتل من "حركة النجباء" مدربة تدريبا متقنا تتجه إلى حلب لمعركة مضادة من أجل استعادة ما خسره النظام وإيران هناك، وهي إشارة واضحة من إيران إلى أن الخيار الوحيد في سوريا هو استمرار القتال.. كون المعركة في حلب كان خيارا (إيرانيا أسديا) أولا وأخيرا لم تكن موسكو معه منذ البداية. وقد يكون التصعيد الإيراني عرقلة للجهود الدولية الساعية لتثبيت الأمر الواقع.

الأمر الآخر، الذي سينسف أي مبادرة دولية لوقف إطلاق النار، ما سينتج عن اللجنة الأمريكية الروسية خصوصا إذا قررت اعتبار "جيش الفتح" و"فتح الشام" من الجماعات الإرهابية، الأمر الذي يدفع إيران والنظام وروسيا أن يكونوا في جهة واحدة تفرض عليهم الظروف مواجهة هذه القوى التي كانت عصب معركة تحرير حلب.

لذا؛ ليس من السهل نجاح الخطة الدولية لوقف إطلاق النار ما لم تتغير الطريقة الروسية في التعامل مع الفصائل على الأرض، وإلا فإن المجتمع الدولي هو من سيضع المقاومة السورية في موقع المهاجم وأمام خيار الموت فقط.. وإن حدث وتم تثبيت وقف إطلاق النار، فإننا أمام أسد جريح مجبر للذهاب إلى جنيف لكن هذه المرة ليس على طريقة المفاوض "الفظ" بشار الجعفري.. سيكون جنيف مختلفا..!

عبدالله الغضوي - زمان الوصل
(101)    هل أعجبتك المقالة (97)

أبو أحمد

2016-08-08

هذه قوات الجبناء العراقية وغيرها لماذا يتم السماح لها بالوصول إلى أرض المعركة, أليس من الممكن استقبالها على الطريق وتدميرها قبل أن تصل.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي