علمت "زمان الوصل" من مصادرها الخاصة أن اللواء 24 قد انهار بشكل شبه كامل، وأن كل ما تبقى من أضخم الألوية الجوية في سوريا هو طائرتان من طراز "ميغ 21" جاهزيتهما تحت 50%، و6 طيارين، يعدون مثالا في الإجرام ارتكبوا أفظع المجازر الدموية في مختلف أنحاء المنطقة الشرقية والشمالية (دير الزور، الرقة، الحسكة، وريف حلب الشرقي). والطيارون المتبقون من اللواء 24، هم: قائد اللواء العميد الطيار الركن أمين بسيسيني، من القرداحة (القاموع)، العميد الطيار الركن أحمد سليمان من ريف طرطوس، العقيد الطيار حيدر إسبر، من جبلة، العقيد الطيار علي عبد الله من جبلة، العقيد الركن علي حمزة من مصياف، العقيد الطيار عماد مزهر، من السويداء. *فقط لقصف الشعب وبمناسبة الحديث عن الانهيار الوشيك الذي يحيق باللواء 24، تستعيد "زمان الوصل" أهم المحطات التي مر بها اللواء منذ تاريخ زجه في معارك قصف وقتل الشعب السوري، حيث كان يقوده في بداية الأمر 3 من أشد الطيارين وحشية، وفي مقدمتهم "اللواء بسام حيدر"، الذي يعد رجل اللواء جميل الحسن في شمال سوريا، إضافة إلى نائبه العميد الطيار الركن "سرحان العلي"، ورئيس أركان اللواء العميد الطيار الركن "محمود يوسف".
كان اللواء 24 يتألف من 3 أسراب تدريبية طراز ميغ2، وهي: السرب العاشر في مطار دير الزور، والسربان الثامن والثاني عشر في مطار الطبقة، وفي بداية الأحداث تم دمج السربين الأخيرين بسبب سوء جاهزية الطائرات وقلة الطيارين. خلال تاريخه، قلما كانت طائرات اللواء 24 تجهز بالذخائر الجوية لحالات الدفاع عن أي عدو خارجي، ولم يذكر تاريخ القوى الجوية السورية أن اللواء 24 شارك بأي عمل قتالي مطلقا للدفاع عن سوريا. حتى صيف 2012، كان اللواء24 يضم عددا كبيرا من الطائرات المزدوجة والمنفردة المخصصة لأغراض التدريب الجوي تنوف عن 30 طائرة "ميغ 21"، تعد منتهية الصلاحية الفنية بشكل عام ومنخفضة الجاهزية، ومع ذلك كانت سياسة النظام أن تبقى هذه الطائرة تطير ما دامت تعمل مع عدم مراعاة حياة العنصر البشري (الطيار)، باعتباره دائما العنصر الأرخص في معادلة النظام وجيشه. كان لزج طائرات اللواء 24 في الإغارة على الأهالي والأحياء والمدن السورية، دور في خفض جاهزية عدد كبير من الطائرات، لتصل حد الانهيار؛ ومن هنا طلب قائد اللواء آنذاك (بسام حيدر) من اللواء جميل الحسن أن يرسل له مفرزتين من الطائرات، واحدة من كل فرقة من الفرقتين 20 و22؛ بهدف "تغطية الأهداف المراد قصفها". أرسل جميل الحسن 4 طائرات ميغ 23 من مطار السين إلى مطار دير الزور، بقيادة العقيد الطيار الركن علي الدربولي، و4 طائرات أخرى من طراز سوخوي 22 من مطار الشعيرات إلى مطار الطبقة، بقيادة العقيد الطيار مالك عباس، حيث نفذ كلاهما (الدربولي، عباس) مئات الطلعات شهريا.
*مجازر أما فيما يخص الأسباب التي أدت إلى تردي جاهزية اللواء 24، فتعود بداياتها إلى آب/أغسطس 2012 عندما أوقفت قيادة القوى الجوية الطيران التدريبي في اللواء، وسخرت كل ساعات الطيران لقصف المناطق الثائرة وخاصة في ريف دير الزور، ولاحقا أرياف الرقة والحسكة وحلب. أدى التحليق المتواصل لطائرات متهالكة فنيا إلى انهيار جاهزيتها بسرعة كبيرة، وتجلت مظاهره هذا الانهيار في كثرة الأعطال الفنية، وزاد من حدته عدم توفر قطع الغيار للطائرات. شهد اللواء حالات انشقاق شملت معظم "الضباط السنة"، باستثناء نائب قائد اللواء العميد الطيار الركن سرحان العلي والعقيد الطيار عباس الشيخ، وقد أحدث الانشقاق ثغرة مؤثرة في اللواء 24. وفي طليعة الضباط المنشقين عن اللواء 24: العقيد الطيار عبد السلام حميدة، العقيد الطيار الركن هيثم الظللي، العقيد الطيار مصطفى الحلبي، العقيد الطيار معتز رسلان، العقيد الطيار مصطفى دربوك، المقدم الطيار عبد الله قاشيط. خسر اللواء 24 عددا من الطائرات، حيث سقطت أو أسقطت 5 مقاتلات من طراز ميغ 21، فضلا عن تدمير عدد آخر من الطائرات وهي رابضة على أرض مطاري دير الزور والطبقة، وكما قتل 3 طيارين، وأصيب طياران آخران بشكل بالغ.
وارتكب النظام عبر طياري اللواء 24 عددا كبيرا من المجازر بحق الشعب السوري، لاسيما عندما كان تحت قيادة "بسام حيدر" الذي مزج دمويته بطائفيته، فكان ينصّب نفسه الآمر الناهي على سماء المنطقة الشمالية الشرقية، ويصدر تعليماته المستمرة للطيارين بقصف أي تجمع بشري ضمن دائرة نشاط اللواء.
وحسب المصدر نفسه فإن دموية "حيدر" ونزوعه الإجرامي، وجدا صدى واسعا لدى مجموعة ضباط من "طينته"، وفي مقدمتهم العقيد الركن الطيار علي حمزة، فضلا عن طياري مجموعتي دعم "ميغ 23" وسوخوي 22، الذين كانوا ينفذون تعليمات قائد اللواء بحرفيتها، فارتكبوا مجزرة الكازية بتل أبيض بتاريخ 20/9/2012، ثم تلتها مجازر عدة في دير الزور ريفها الشرقي (خاصة البوكمال وموحسن"، فضلا عن مجازر الرقة وعين عيسى وريف الحسكة. وإجمالا، نفذ اللواء 24 خلال عمله على قمع الثورة، آلاف الطلعات الجوية، أدت إلى قتل آلاف الأبرياء وتشريد مئات الآلاف. بدأ قائد اللواء "حيدر" ونائبه ورئيس أركانه بتنفيذ المجازر بأنفسهم، حتى يغلقوا الباب في وجه أي طيار يحاول الاعتراض أو التنصل من المشاركة في قصف الشعب السوري وقتله، لا بل إن "حيدر" أسند مهمة قصف حي شعبي في دير الزور لنائبه العميد الطيار سرحان العلي، ابن دير الزور، وقد نفذ سرحان تعليمات "معلمه"، وقصف وقتل أبناء مدينته بل وحتى عشيرته.
عقاب مالك - زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية