أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"يوسف" و"عبد المنعم" توأمان قضيا في يوم واحد بمعركة فك الحصار عن حلب

يوسف قضى دون أن يعرف أن أخاه سبقه إلى الشهادة - زمان الوصل

لم تثْنِهما حداثة سنهما عن اللحاق بركب الثورة وشاءت الأقدار أن يقضي التوأمان "يوسف وعبد المنعم هلال" في ساعة واحدة أحدهما على جبهة "بني زيد" في حلب والآخر كان في طريقه لفك الحصار عن المدينة مع رفاقه المقاتلين. 

ولد "يوسف وعبد المنعم" اللذان ينحدران من مدينة "مارع"، في حي "الصاخور" بحلب عام 2000 ومنذ نعومة أظفارهما كانا من حفظة القرآن الكريم ومن البارين بوالديهما –كما يؤكد– قريبهما سامر حلبي– مضيفاً أن التوأمين من عائلة بسيطة جداً وملتزمة ووالدهما ملتزم ومثقف خريج كلية الحقوق، ولم يتمكنا من إكمال دراستهما في المرحلة الإعدادية بسبب استهداف النظام للمدرسة التي كانا يدرسان فيها رغم أنهما كانا من الأوائل على المدرسة.


وأوضح قريبهما "حلبي" أن "عبد المنعم" نال المرتبة الثانية على المدرسة في مدينة "مارع"، لافتا إلى أن أهلهما عارضا التحاقهما بالجيش الحر لصغر سنهما، ولكن بسبب إصرارهما لم يجد الأهل بداً من الموافقة، وبخاصة أن الكثير من أقاربهما كانوا معهما. 

بعد فترة من انضمام "يوسف" و"عبد المنعم" إلى الجيش الحر انتقلا للانضمام إلى "جبهة النصرة "لأن الوضع في حلب أصبح صعباً ولقلة عدد المقاتلين، ما اضطرهما للخروج إلى الجبهات بعد أن كانا يرابطان في المدينة، وأصيب "يوسف" فور التحاقه برصاصة قناص في كتفه وكانت الإصابة خفيفة، لكنه -كما يقول محدثنا- أصر على العودة إلى الجبهات بسبب نقص العناصر. 

عندما اشتدت معركة حصار حلب على طريق "الكاستيلو" وبسبب هذا الحصار الذي فُرض على أهالي المدينة خاض الثوار معركة قوية لفك الحصار بسبب هجوم ميليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية من طرف والنظام من طرف آخر، فأصيب "يوسف" إصابة خطيرة وهو منغمس بصفوف الميليشيا الكردية، ليقضي بعد ساعات، أما "عبد المنعم" فقضى وهو يسعف أخاً له مصاباً لكن رصاصة قناص أنهت حياته.

والمفارقة –كما يقول محدثنا– أن "يوسف قضى دون أن يعرف أن أخاه سبقه إلى الشهادة"، مشيراً إلى أن "جثتهما ما زالت في مكانهما لم يستطع الثوار إخلاءها بسبب القناصة في منطقة السكن الشبابي جانب الكاستيلو".

ولا تتوفر أرقام دقيقة عن عدد الأطفال الذين تم تجنيدهم في الحرب على مستوى سوريا، لأن "أغلب الفصائل إن كانت تتبع المعارضة أو النظام تخفي الأعداد الحقيقية" حسب "مدير مكتب الحملات" في "تجمع ثوار سوريا" الناشط "سليم قباني" لـ"زمان الوصل"، مشيراً إلى دراسة أنجزها التجمع أظهرت أن هذه الأعداد هي أكثر من 20 ألف طفل، ويتم التركيز غالباً على الأعمار ما بين 7 سنوات إلى 16 سنة بالنسبة للفصائل المتشددة كتنظيم "الدولة" أما بالنسبة للنظام فهم من أعمار الـ 14 إلى 17.


فارس الرفاعي - زمان الوصل
(112)    هل أعجبتك المقالة (111)

333

2016-08-06

غفر الله لهما وتقبلهما في الشهداء والهم اهلهم الصبر وجعلهم من الشفعاء لوالديهما.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي