أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بعد إحراق الدواليب في حلب..بالونات الهليوم نظام دفاع جوي مبتكر

تأتي الحملة المذكورة بعد أيام على إحراق الدواليب، كاختراع بديل للحظر الجوي - جيتي

تداولت صفحات إعلامية ثورية منشورات حول حملة إطلاق بالونات غازية تحتوي قطعا معدنية لمكافحة طائرات النظام الحربية والاحتلال الروسي، كبديل عن مضادات الطيران التي منعها "الأصدقاء" قبل الأعداء بشكل مقصود عن ثوار سوريا. 

تأتي الحملة المذكورة بعد أيام على إحراق الدواليب، كاختراع بديل للحظر الجوي نفّذه أطفال حلب في مستهل معركة فك الحصار عن حلب للتمويه على طيران النظام، الأمر الذي أثمر وساهم في تقدم سريع لعناصر المقاومة السورية على الأرض. 

وحول الجدوى العلمية والعملية لتأثير البالونات المحملة بقطع معدنية على الطيران الحربي يقول فني الطيران العقيد "اسماعيل عبد الرحمن أيوب" لــ"زمان الوصل": إن الاجسام الصلبة في الفضاء تعد من ألد أعداء الطائرات الحربية والمدنية ذات المحركات النفاثة وخاصة الطيور ذات العظام القاسية (كاللقلق اوالبواشق والطيورالجارحة) وحتى العواصف الرملية والترابية، وكذلك البالونات الهوائية المحملة بقطع معدنية، لأن دخولها إلى محركات الطائرات يكون عبر مداخل الهواء التي يشفط أو يُدخل من خلالها المحرك الهواء اللازم للاحتراق والتبريد. 

وأضاف: "إذا علمنا أن هذه المحركات التوربينية مبنية على شكل عنفات خلف بعضها البعض وتدور بسرعات تصل إلى 12000 دورة في الدقيقة ندرك حينها ما معنى أن يدخل جسم صلب إلى ضواغط المحركات النفاثة، لذلك عمدت الكثير من الدول المصنعة للطيران وخاصة إلى صناعة طائرات حربية بمحركين لتلافي تدمير الطائرة في حال تم تدمير المحرك الواحد بأي من الأجسام الصلبة في الجو". 

وأكد العقيد المنشق عن جيش النظام أن "من خلال دراسة تأثير الأجسام الصلبة كالطيور وحبات البرد وحبيبات الرمال على المحركات النفاثة، نجد أن حبات المعادن التي يمكن أن تحملها بالونات الهليوم هي الأشد خطرا على المحركات النفاثة في الجو وتكسير شفراتها التي تدور بسرعات هائلة حول محور دورانها".

ووصف الابتكار الجديد لثوار سوريا بأنه "فريد من نوعه على مستوى العالم" في مجال مكافحة الطيران الروسي والسوري، وذلك بالاستفادة من خواص غاز "الهليوم" بالقدرة على الحمل نتيجة خفة وزنه التي تقدر بـ16 مرة أقل من وزن الهواء. 

وقال إن بالونات "الهليوم" التي يكون قطرها بحدود 30 سم يمكن أن تحمل عدة قطع أو قصاصات معدنية، الأمر الذي يمكنها من التأثير على الطيران أثناء الغارات الجوية بلا شك، وذلك في حال تزامن وصول الطيران مع وصول البالونات إلى الارتفاع المدروس التي تقصف منه الطائرات من الأفقي المستقيم وهو ما بين 4-5 كم. وأوضح أنه في حال دخلت إحدى البالونات إلى محرك أي طائرة نفاثة، فإن محرك الطائرة سوف يدمر بلا شك نتيجة دخول الأجسام المعدنية إلى المحرك.

وتحدث الفني الطيار عن إيجابيات ابتكار بالونات "الهيليوم"، فقال إن مشاهدة أي جسم غريب في الجو من قبل الطيار يدخله في جو من الرعب، خاصة إذا علم بوجود أي قطعة معدنية ضمنه، ولو كان مقدارها 1غ، فإنها تؤدي إلى تدمير المحرك. ورجح "أيوب" أن يقع الطيار في حالة من الإرباك عند رؤيته للبالونات مما يجعله ينفذ مناورات للابتعاد عنها وبالتالي قد لا يستطيع قصف الهدف المراد قصفه.

وأضاف بأن انفجار البالونات على ارتفاع أعلى من الطائرات المغيرة في منطقة تنفيذ الغارات يجعل منها منطقة خطيرة تحت تساقط القطع المعدنية من الأعلى، ما قد يؤدي إلى شفط محركات الطائرات هذه القطع وتدمير الطائرة. ونصح العقيد الطيار بإطلاق بالونات صغيرة الحجم وبكثافة عالية وذات لون سماوي، للتمويه على الطيارين الذين لن يميزوها في الفضاء، ما يوسع احتمال الاصطدام بها، الأمر الذي يعرض الطائرات المغيرة إلى أخطار كبيرة جدا، مؤكدا أنه حتى لو كانت نسبة خطورتها لا تتعدى 20%، فإن هذه النسبة كبيرة جداً في علم أمان الطيران.

غير أن الأمر لا يخلو من صعوبات بحسب العقيد "أيوب"، إذ يؤكد أنه يجب إطلاق كميات كبيرة تقدر بعشرات آلاف البالونات أثناء الغارات الجوية، ورغم كلفته الرخيصة، إلا أنه يحتاج إلى متسع كبير من الوقت لملء عشرات آلاف البالونات بالقطع المعدنية. ومن الصعوبات التي ذكرها العقيد أيضا تثبيت البالونات على ارتفاعات محددة، إذ إن بالون "الهليوم" يظل في حالة ارتفاع إلى أن ينفجر تلقائيا، فضلا عن صعوبة التحكم ببقاء البالونات في المنطقة المراد إطلاقها نظرا لسرعة التيارات الهوائية كلما ارتفعنا في الفضاء. ويفرض اتجاه الرياح على الارتفاعات المختلفة نفسه عائقا أمام الابتكار الثوري، ما يؤدي إلى عمليات إطلاق فاشلة لا تفي بالغرض، إضافة إلى صعوبة نقل البالونات إلى أي منطقة اخرى يمكن أن تحدث فيها غارات جوية أخرى بنفس المنطقة الجغرافية.

زمان الوصل - خاص
(112)    هل أعجبتك المقالة (129)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي