حريق بمرفأ اللاذقية يفضح استمرار النظام باستيراد الأسلحة الكيماوية من روسيا

كشف حريق مفاجئ شبّ في مرفأ اللاذقية عن استيراد النظام كميات هائلة من مادة حمض الكلور، المكون الرئيسي لغاز الكلور السام الذي تقصف به قوات النظام المدنيين في سوريا.

وأشارت معلومات أوردها فوج إطفاء اللاذقية إلى اشتعال النار في أربع حاويات تحتوي على المادة أمس الخميس، واحتاج 12 ساعة لإطفائها، حيث أكد الفوج أنه استخدم مع الدفاع المدني المياه بغزارة ومادة "الفوم" والبودرة في عملية الإطفاء والتبريد.

وأصدر الحريق سحابة دخان تلونت بين الأبيض والأسود عدة مرات، ملأت سماء المدينة وأحدثت رعبا بين المدنيين، لكن الرياح كانت تبددها، وأبقتها على ارتفاع فوق بنايات المدينة.

وأكد فوج إطفاء اللاذقية على احتواء الحاويات على مواد أخرى "مواصفات اشتعالها غريبة، لم يسبق للفوج أن تعامل مع مثلها، حيث كانت تشتعل تلقائيا بعد إطفائها، رغم تغطيتها بمادة البودرة، وهوما صعّب عملية الإطفاء ومدّ في زمنها".

وتحدث الفوج عن حالات إغماء تعرض لها بعض عناصره جراء استنشاقهم الغاز الصادر عنها، كما تعرض بعض العناصر لحروق طفيفة رغم تبريدهم المتواصل برش الماء عليهم أثناء علميات الإطفاء.

وأوضح ضابط كيمياء متقاعد من جيش النظام أن مادة حمض كلور الماء (hcl) تتكون من ذرة هيدروجين وذرة من الكلور، وهي في الحالة السائلة مادة تسبب حروقا شديدة إذا ما تعرض لها الجسم البشري.

وأكد الضابط، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن نظام الأسد يستخدمه على شكل غاز يقصف به المدنيين المعارضين، وهو ما يتسبب بضيق في التنفس وحرقة في الأعين وتهيج في القرنية، وإذا كان ضمن تراكيز عالية يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.

وأشار الضابط في حديثه لـ"زمان الوصل" إلى أن النظام يستخدم حمض الكلور أيضا في صناعة بعض المواد العسكرية السامة مثل مادة الكلور و"كلور الأستوفين"، ويتم إنتاجها في مراكز البحوث العلمية والمختبرات الصغيرة، وهي سهلة التصنيع وقليلة التكاليف.

وأشارت معلومات حصلت عليها "زمان الوصل" إلى أن الحاويات تم تفريغها من سفينة روسية تدعى "سيبيريا" وأكد أحد عمال المرفأ إلى إشراف ضباط من روسيا على عملية إنزالها قبل أن يهربوا بسياراتهم مع اشتعال الحريق. 

وأوضح العامل أن سفنا روسية سبق لها أن حملت حاويات مشابهة إلى المرفأ أكثر من مرة الشهر الماضي نقلتها شاحنات عسكرية إلى جهة غير معروفة، لكنه رجّح نقلها إلى مركز البحوث العلمية بدمشق حيث سمع ذلك من الضباط السوريين الذين شاركوا في الإشراف على نقلها.

أما في أسباب نشوب الحريق فقد اختلفت المصادر، ففي حين أشار شاهد عيان إلى حدوث انفجار قوي قبل اندلاعه، أكد "ضابط صف" في القوى البحرية أن الحريق متعمد دون الإشارة للفاعل أو سبب قيامه بذلك.

ولكن صفحة "هنا اللاذقية" على "فيسبوك" لفتت إلى أن حمض الكلور أو مادة أخرى تسربت من إحدى الحاويات واشتعلت تلقائياً فور ملامستها الهواء، الأمر الذي أدى إلى تمدد النيران وتوسعها إلى الحاويات الأربع.

يذكر أن نظام الأسد قصف المدنيين مرات عديدة في عشرات المناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة السورية بغاز الكلور السام متسبباً بمقتل المئات وإصابة الآلاف، هذا عدا المجزرة الكبيرة التي ارتكبها في الغوطة قبل ثلاثة أعوام، عندما قصفها بالمواد الكيماوية وأدت إلى استشهاد ما يقارب 1500 شخص.

وفي السياق حدث حريق كبير على مدخل مدينة طرطوس يوم الأربعاء، قالت صفحات موالية إنه بسبب انفجار صهريج وقود دون توضيح كيفية حدوث الانفجار وما إذا كان متعمداً أو مجرد مصادفة.