أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حزب الله.. موضوع "تحرير" حلب ليس مطروحا، ونهاية الحرب في سوريا ليست قريبة

اعتبر قاسم أن بشار الأسد هو حائط الصد الأفضل في وجه التقسيم

أكدت مليشيا حزب الله أنها ستقف إلى جانب بشار الأسد "حتى النهاية"، منوهة في نفس الوقت إلى عدم وجود أمل يوحي بانتهاء الحرب في سوريا في الأمد القريب، ومعتبرة أن إعادة سيطرة النظام وحلفائه على حلب ليست "هدفا فوريا".

كلام المليشيا جاء على لسان ثاني أقوى شخصية فيها، وهي "نائب الأمين العام" نعيم قاسم، الذي قال إن هناك احتمالا لحدوث تقسيم في سوريا والعراق، معقبا: "لا أستبعد أن يكون أحد الطروحات هو إيجاد حالة تقسيمية في هذين البلدين (سوريا والعراق) لكن هل تنجح أو لا تنجح.. أعتقد أن القوى التي تريد وحدة سوريا وحدة العراق إلى الآن قادرة على أن تمنع فكرة التقسيم، لكن ماذا يمكن أن يحصل في المستقبل؟ يجب أن نبقى قلقين من احتمال أن تجر بعض الدول هاتين الدولتين أو إحداهما إلى التقسيم بعناوين مختلفة. هذا القلق قائم ولكن علينا أن لا نستسلم له"، وفق ما نقلت "رويترز".

*لاحل دون بشار
واعتبر قاسم أن بشار الأسد هو حائط الصد الأفضل في وجه التقسيم، مضيفا: "مع الرئيس الأسد يمكن أن يكون الحل منطقيا ومعقولا في إيجاد ضوابط سياسية تأخذ من خلالها المعارضة حصة والنظام حصة ويكون هناك تنسيق يعيد إنتاج ترتيب الوضع وإنتاج السلطة من جديد في سوريا.. لاحل في سوريا من دون الأسد، ومهما حاولت الأطراف المختلفة فهي تستطيع أن تطيل الأزمة وأن تعقد الحل، لكن لاتستطيع أن تنتج حلا من دون الرئيس الأسد".

ورأى قاسم أن تدخل الطيران الروسي منذ خريف 2015، بعد أن خاضت إيران ومليشيات طائفية الحرب مع بشار للحفاظ على كرسيه.. هذا التدخل أدى إلى "إرباك" مخططات واشنطن والقوى الإقليمية كالسعودية وتركيا، وفتح الباب أمام حل سياسي.

وقال قاسم: "التدخل الروسي أحدث إضافة إيجابية لمشروع صمود الدولة السورية في مواجهة المشروع الأمريكي. وهنا ساهمت العلاقات الإيرانية -الروسية مع سوريا بهذا الإنجاز الميداني؛ لأن الاتجاه الإيراني هو أيضا داعم لبقاء الرئيس الأسد وداعم للحل السياسي، فالتقى الروسي مع الإيراني على مشروع واحد يقول بالحل السياسي في سوريا وبقاء الرئيس الأسد وترك الخيار للشعب السوري مستقبلا أن يحدد خياره".

ولفت "قاسم" إلى إن الحملة العسكرية التي شنتها قوات بشار الأسد وحلفاؤها على مدى شهور في حلب، لم تستهدف بشكل كبير استعادة المدينة التي تسمى عاصمة سوريا الاقتصادية بقدر ما سعت لفصل المقاومة السورية في حلب عن نظيرتها في إدلب، وقطع خطوط الإمداد من تركيا.

وأَضاف: "بحسب معلومات بأن الخطة الأساسية التي كانت تسعى إليها الدولة السورية مع الحلفاء المختلفين هي قطع الطريق بين المدينة وبين إدلب، أما موضوع تحرير حلب فهو مشروع آخر قد لا يكون مطروحا بشكل سريع وقد يحصل بفعل التداعيات التي أصابت المسلحين".

*خسائرنا "مستحقة"
وأعرب قاسم عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة منشغلة بالإعداد لانتخابات الرئاسة في تشرين الثاني/نوفمبر وليست مستعدة للقيام بأي عمل حتى يتولى الرئيس السلطة العام المقبل.

وقال معلقا: "باتت الإدارة الأمريكية مقتنعة أن فترة ما قبل انتخابات الرئاسة في أمريكا هي فترة الوقت الضائع التي يمكن انتظارها، وبعدها عندما يستلم الرئيس الأمريكي الجديد (مهامه) وبعد شهرين من استلامه أي حوالي شباط (فبراير) 2017، تتضح معالم إمكانية الحل أو إطالة الأزمة أكثر. بناء عليه كل ما يطرح الآن من خطوات تتحدث عن حل سياسي هي عبارة عن تمرير للوقت وإبراز وجود حركة".

أضاف "على هذا الأساس الأزمة طويلة إلى شباط 2017 بالحد الأدنى وبعد ذلك يجب أن نقرأ الظروف الموضوعية في وقتها وعندها يمكن أن يستشرف الإنسان إمكانية الحل أو تمديد الأزمة".

ووصف قاسم خسائر مليشياه الذي فقد الكثير من مرتزقته في سوريا بأنها "تضحيات مستحقة"، ولولاها لكانت تنظيمات مثل "الدولة" قد سيطرت على سوريا وامتدت إلى لبنان.

وتابع: "في تصورنا أن ما قدمناه في سوريا هو أقل بكثير مما كنا يمكن أن نقدمه لو لم نذهب إلى سوريا، كنا سنقدمه في بيوتنا وشوارعنا وفي كل لبنان وعلى حساب المقاومة. مع أهمية التضحيات التي قدمت لكن هي أقل مما كان يمكن أن يكون".

واستطرد: "نحن منعنا امتداد الأزمة إلى لبنان وهذا إنجاز كبير ومنعنا أيضا قدرة التكفيريين على تعطيل جسر المقاومة وكذلك أسسنا لقدرة على صمود سوريا في الموقع المتقدم في العمل المقاوم. هذه إنجازات كبيرة تستحق كل تضحية".

زمان الوصل
(89)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي