في ردهة مركز للأطراف الصناعية في الغوطة الشرقية يقف الشاب ناصر ليختبر طرفين اصطناعيين رُكبا له بعد عامين من فقدانه لقدميه وبعد 6 أشهر شاقة من التجارب والاختبارات نظراً لصعوبة حالته.
ذات يوم من عام 2014 كان ناصر مع 4 من رفاقه في حي جوبر الدمشقي، فباغتتهم قذيفة هاون أودت بحياة رفاقه الأربعة ونجا هو، ولكنه أصيب بتهتك في أطرافه السفلية، وبعدة إصابات سطحية في جسده، وتم إسعافه فور الإصابة إلى مشفى ميداني".
وكشف ناصر لـ"زمان الوصل" أن "أطباء المشفى أبلغوه بعد إفاقته من التخدير أنهم اضطروا لبتر قدميه لعدم إمكانية إنقاذهما ونتيجة لكثرة الإصابات الداخلة إلى المشفى وعدم وجود غير طبيب مناوب واحد".
بعد عملية استشفائه التي دامت قرابة العام بسبب نقص الأدوية والضمادات بدأ الشاب ناصر بالبحث المضني عن سبيل لتركيب طرفين ووجد-كما يقول-عدة مهنيين اجتهدوا لسد هذه الثغرة من حداد وسكافي.
وبعد 6 أشهر من التجارب الفاشلة علم بوجود مركز متخصص بالأطراف الصناعية يديره طبيب فيزيائي وعدة فنيين قيد التطور بمجال الأطراف الصناعية في الغوطة الشرقية، وفيه -كما يقول- بدأ آنذاك رحلة جديدة من المعاناة بسبب صعوبة حالته التي تمثلت في بتر مزدوج أحدها عبر الركبة.
يقول ناصر: "أمضيت في مركز فرحة 6 أشهر تُوجت والحمد لله بتركيب طرفين شبيهين بالأطراف الذكية، وتم التركيب –كما يوضح- على عدة مراحل للطرف فوق الركبة أولاً ثم تم الانتقال للطرف عبر الركبة تالياً".

وكشف الشاب الذي بدا فرحاً بطرفيه الجديدين بعد طول عناء أنه لطالما استاء لطول الوقت الذي قضاه في رحلة تركيب الطرفين ولكن النتيجة التي وصل إليها أنسته –كما يقول- كل تلك الأيام مضيفاً أن فرحه زاد عندما رأى شاباً يعاني من بتر عبر الركبة كما حالته وقد ركّب طرفاً أيضاً وذلك بسبب وصول كادر المؤسسة للمعلومة العلمية التي أخّرت إجراء التركيب له بسهولة ويسر".
وبدوره قال الطبيب "فايز عرابي" المشرف على الحالة في مؤسسة "فرحة" للأطراف الصناعية في الغوطة الشرقية إن مراحل علاج ناصر امتدت 20 جلسة حتى تم الوصول لمرحلة إنتاج الطرف بهذه الآلية وبهذه الجودة.
وأشار "عرابي" إلى أن "ناصر مصاب ببتر مزدوج واحد فوق الركبة والتاني عبر الركبة"، مضيفاً أنه أُدخل إلى المركز أول مرة منذ حوالي 6 أشهر، ولم تكن هناك إمكانية لتركيب طرفين له وخصوصاً أن بتره عبر الركبة، ولكن مع التجربة والمثابرة تمكّنا من تحقيق هذه النتيجة المرضية والحمد لله".
ولفت محدثنا إلى أن ناصر يخضع حالياً لمرحلة التدريب على المشي بعد تركيب الطرفين له.
وتضم "مؤسسة فرحة للأطراف الصناعية" التي انطلقت منذ سنتين العديد من الكوادر التخصصية في هذا المجال من طبيب فيزيائي ومهندس طبي والعديد من الفنيين المدربين و3 من المعالجين الفيزيائيين بينهم مدرب رياضي، وتخضع كوادر المركز لدورات مكثفة كي يستطيعوا تقديم أفضل الحلول للمشاكل التي بين أيديهم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية