في سوريا شرق منسي، مدن وقرى وأناس يعدون بمئات الآلاف متروكون للقتل والدمار والتشرد بصمت، فلا تقارير تصف مأساتهم، ولا هم حتى يمرون في خبر عاجل على الشاشات والمواقع.. منسيون إعلاميا، إغاثيا، إنسانيا، لكنهم بلا شك في طليعة من تذكرهم فوهات المدافع وغارات الطيران من مختلف الاتجاهات.
السخنة الواقعة في قلب البادية السورية، هي إحدى بل أبرز تلك المدن المنسية في شرق سوريا الرازح تحت الموت والفقر والإهمال، هناك حيث يحاول النظام ومرتزقته وداعموه الروس أن يسوقوا لنظرية "محاربة الإرهاب" ولو على حساب استهداف عشرات الآلاف في حيواتهم ومنازلهم، بل حتى في ماشيتهم التي يرون فيها مصدر رزقهم الأول بل وربما الأوحد.
في أواسط أيار/مايو 2015، انتزع تنظيم "الدولة" مدينة السخنة ومحيطها من أيدي قوات النظام، لينطلق بعدها خلال أيام معدودة ويسيطر على أهم مدن البادية "تدمر"، قبل أن يستردها النظام عقب سنة تقريبا، ليعلن عزمه على "ملاحقة الإرهابيين" و"تحرير" السخنة بوصفها منطقة حيوية.
ومنذ أواخر آذار/مارس 2016، وهو تاريخ سيطرة النظام على تدمر، تعيش السخنة أجواء الترقب للقصف والمجازر على يد النظام والروس، وهو مابات الأهالي يعاينونه بجلاء منذ أيام، مع اشتداد قصف الطرفين المتحالفين على المدينة وسكانها المدنيين، تحت غطاء "محاربة الإرهاب".
وعلمت "زمان الوصل" أن قصف الروس والنظام للسخنة ومحيطها بات يتكرر بشكل يومي تقريبا، لاسيما خلال الأيام العشرة الفائتة، كما استهدف الطيران مخيمات للنازحين في قرية الطيبة والأطراف الغربية التابعة لجبل العمور؛ ما دفع أناسا يعيشون هناك لإعادة تجربة النزوح مع عائلاتهم، ولكن باتجاه مغاور في منطقة الحماد (كما يوضح مقطع مرفق وصل إلى جريدتنا).
وإلى جانب مشاهد التدمير والتهجير التي لا يصل أكثرها إلى الإعلام، تحضر مشاهد القتل التي تحاصر كل ذات روح، حيث قضى في غارات الروس والنظام، ما يقرب من 20 شخصا في الهجمات الأخيرة، وعرف من الضحايا: حشيشة العلاوي، ندى الشاوي، فطيم الشاوي، وكذلك "حمدان عوض المحمود" الذي قضى في قصف على مخيم للنازحين شرقي السخنة، فضلا عن امرأة و4 أفراد من عائلة جعيفص لقوا حتفهم في قصف على مدينة السخنة.
ولم يسلم البدو الرحل من استهدافهم وقصف مركباتهم ومواشيهم، حيث قضى رجلان وامرأة وطفلة، بينما قصف الطيران 3 سيارات وتدميرها، كانت إحداها محملة بالأغنام، ما أدى إلى وقوع مجزرة نفقت خلالها أعداد كبيرة من المواشي.
وتتعرض قرى الطيبة والكوم وحقل الهيل والبغالي لقصف شبه يومي، فيما تحاول قوات النظام ومرتزقته التقدم نحو السخنة عبر الجهة الجنوبية الغربية، حيث تدور المعارك على طريق تدمر السخنة قرب منطقة الصوامع وفي محيط حقل أراك النفطي.
وضمن حملة القصف المركز، تعرضت منطقة البويب (شرق السخنة بنحو 17 كيلومتر) لقصف أدى إلى نفوق أعداد كبيرة من المواشي، قدرها البعض بالمئات.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية