أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تجارة البطاقات الأمنية في حماة.. بطاقة حزب الله الأعلى سعراً

لميليشيا حزب الله أيضا بطاقاته وتدعى بطاقة "المقاومة الإسلامية السورية" - أرشيف

لم تعد البطاقات الأمنية والعسكرية حكراً على قوات الأمن والشبيحة في سوريا، بل باتت سلعة تباع وتشترى بين كبار ضباط الأمن وميليشيات "الدفاع الوطني" و"اللجان الشعبية"، وبين أغنياء سوريا، بل وبعض الشبان والفتيات.

إذ لجأ الكثير من الأغنياء في سوريا مؤخرا في المدن الخاضعة لسيطرة النظام كدمشق وحمص وحماة إلى شراء بطاقات أمنية أو ما يعرف بـ"بطاقات الحماية" التي تصدر عن جهات أمنية من النظام، وظيفتها حماية حاملها من قوات النظام وعناصر الأمن، والسماح لحاملها بالتصرف كيفما شاء برعاية وحماية الجهة المانحة لتلك البطاقة. 

وأوضح الناشط الميداني في حماة "سيف الدين" بأن الكثير من الشباب باتوا يحملون هذه البطاقة التي تستخدم كذلك كشهادة تأدية خدمة إلزامية، فحاملها ليس بحاجة للالتحاق بالجيش، كونه أحد المتطوعين الأمنيين في صفوفه، بالإضافة إلى أن حاملها يعفى من خدمة الاحتياط لأنه أحد المتطوعين لدى أجهزة المخابرات للنظام ذاته، علاوةً على أن حاملها يسمح له بحمل السلاح، والمرور عبر خطوط عسكرية، ومنع أي جهة من التعرض إليه سوى الجهة المانحة لتلك البطاقة، كما يُمنع المدنيون من التعرض أو الإساءة إليه، كما تمنحه قوة أن يستخدم سيارة دون لوحات.

ويضيف "سيف الدين" أن بعض البطاقات لابد لحاملها أن يكون متطوعا في المخابرات العسكرية أو الجوية أو أمن الدولة وأن يعمل في الأفرع وعلى جبهات القتال وهذه عادةً تكون من أرخص البطاقات ويصل سعرها إلى 50 ألف ليرة.

إلا أن سعر البطاقة نفسها يتراوح سعرها بين 150 ألفا و300 ألف ليرة، وهذه البطاقة شأن سابقتها تمنح صاحبها حق حيازة السلاح، ويكتب عليها "يمنح صاحب هذه البطاقة سلاح برقم، للمؤازرة والمساعدة حين الطلب وتيسير أمر حامل هذه البطاقة". 

الناشط المهتم بهذه القضايا "كريم الياسين" يقول بأن هنالك بطاقات ذات شأن وأهمية أكبر من ذلك، كبطاقات تيسير الأمور والتي تمنح من وزير دفاع النظام بشكل شخصي وبتوقيعه، وسعرها يقارب نصف مليون ليرة صالحة لمدة عام، وهناك بطاقات الأمن القومي زرقاء اللون وتتجاوز في أهميتها أهمية السابقة، فحاملها يكون على صلة كبيرة بأجهزة النظام الأمنية، ويتمتع حاملها بكامل الصلاحيات دون أن يردعه أو يحاسبه أحد سوى المسؤولين عن الأمن القومي في دمشق.

* البطاقة الأغلى
لميليشيا حزب الله أيضا بطاقاته، وتدعى بطاقة "المقاومة الإسلامية السورية" وهي بطاقات تمنح من حزب الله اللبناني للمتطوعين السوريين في صفوفه، وهذه أيضاً ذات شأن كبير، وسعرها يصل إلى أكثر من نصف مليون ليرة، ويوقع عليها "الحاج" الذي هو برتبة قائد لفصيل من فصائل حزب الله في سوريا، وتكون ذات صلاحيات مفتوحة أيضاً وليس من حق أي جهة أمنية محاسبة أو إيقاف حاملها. 

ويضيف "الياسين" بأن توثيقاته تؤكد وجود أكثر من 10 آلاف حامل للبطاقات الأمنية في مدينة حماة وريفها دون العمل إلى جانب النظام، وإنما يحملون بطاقات أمنية تحميهم من النظام فقط، وذلك بحسب تسريبات حصل عليها من داخل أفرع النظام. 

يقول الشاب "محمد" وهو من أبناء مدينة حماة إن هذه البطاقات وما يتمتع حاملها من صلاحيات حمل السلاح وقيادة سيارات مطلية باللون الأسود ومن دون لوحات، أحد عوامل ازدياد عمليات الخطف والسرقة التي تتم بإشراف الجهات الأمنية نفسها. 

ويضيف الشاب أن بعضا من أصدقائه ممن امتلك بطاقة أمنية من اللجان الشعبية تم استدعاؤهم للقتال على جبهات ريف حمص وريف اللاذقية، رغم أن الاتفاق بينهم وبين المانح ينص على عدم استدعائهم للجبهات، وهنا تتم عملية ابتزاز أخرى، إذ يتم إعفاؤهم من القتال مقابل 200 ألف ليرة.

محمد يتيم -حماة -زمان الوصل
(257)    هل أعجبتك المقالة (279)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي