ألقى الطيران المروحي التابع لنظام الأسد على أحياء مدينة حلب المحاصرة، يوم الخميس مناشير بعنوان "إرشادات الخروج الآمن" تضمنت خارطة توضيحية لما قال إنها "معابر إنسانية" لخروج المدنيين من أحياء حلب الشرقية الخارجة عن سيطرته.
وحصلت "زمان الوصل" على نسخة من تلك المنشورات التي ترافق إلقاؤها مع إلقاء أكياس تحتوي على مستلزمات صحية للأطفال وبسكويت صناعة روسية بكميات قليلة.
وفي الأثناء تداولت وسائل إعلام موالية للنظام أخباراً ومعلومات تحدثت عن خروج عشرات العائلات من "المعابر الإنسانية" إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام، الأمر الذي نفاه مراسل "زمان الوصل" في حلب.
وأكد أن كافة المعابر المشار إليها في منشورات النظام الملقاة على حلب لا زالت مُغلقة.
ولفت المراسل إلى أن عدداً من المدنيين تجمعوا ظهر اليوم قرب معبر "بستان القصر" المُغلق منذ أكثر من سنتين بهدف الخروج من الأحياء المحاصرة إلى الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام، إلا أن قوات النظام استهدفت المنطقة بعد أقل من ساعتين بقذائف المدفعية والدبابات التابعة لها، الأمر الذي اضطر الثوار لإخلاء المكان حرصاً على المدنيين.
ضمن السياق نفسه، نفى مصدر في الهلال الأحمر عبور عائلات من الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة، إلى أحياء يسيطر عليها النظام، عبر معبر "بستان القصر".
واعتبر المصدر، الذي تحفظ على ذكر اسمه، في تصريح لـ"زمان الوصل" أنّ النظام يزوّر الحقائق في إطار الحملة الإعلامية التي يقوم بها، من أجل الإيفاء بالتزاماته أمام حليفه الروسي.
وأشار إلى عدم وجود أي دور للهلال الأحمر، ومن خلفه منظمة الأمم المتحدة، فيما يحاول النظام ترويجه من فتح معابر "إنسانية"، واصفاً إياها إن تمت في المستقبل بـ"المعابر العسكرية"؛ لأنها "تقوم على محاولة تجميل صورة النظام من قبل الروسي، أمام الأمريكان والمجتمع الدولي، بعد حصول الاتفاق الأخير بين واشنطن وموسكو".
ولفت المصدر إلى أنه من المستحيل عبور مدنيين من طرف المعارضة إلى مناطق النظام، دون وسيط محايد -في إشارة إلى الهلال الأحمر-؛ كون المعبر يمتد على مسافة تصل لأكثر من 500 متر، وهو مرصود من قبل قناصي المعارضة، وكذلك قناصي النظام.
وفيما يتعلّق بالمبادرات التي يطرحها الهلال الأحمر؛ من أجل تأمين وصول مساعدات إلى مناطق سيطرة المعارضة، أوضح المصدر أنّ النظام لم يوافق خلال الفترة الأخيرة على إدخال مساعدات طارئة لتلك المناطق رغم التوصيات الأممية بذلك، مشيراً إلى توقف جميع المفاوضات بشأن فتح معبر إما يكون بين (المعارضة- معارضة) أو (نظام- معارضة) بسبب رفض جميع الأطراف لذلك.
من جانبه أيضا نفى عضو مجلس المحافظة "عبد اللطيف طبشو" لـ"زمان الوصل" تسجيل أي حالات نزوح إلى مناطق النظام، عبر معبر "بستان القصر"، مشيراً إلى قيام قناص النظام في حي "الحمدانية" بقنص مدني أثناء محاولة عبوره مناطق المعارضة في حي "صلاح الدين"، إلى مناطق النظام في "الحمدانية".
وكان إعلام النظام بثّ صوراً لمدنيين في حي "المشارقة" ادعى خروجهم من أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، عبر معبر "بستان القصر"، وهو ما نفاه نشطاء ومطلعون في تلك المناطق، قبل أن يجدد الهلال الأحمر في المدينة نفي وزيف تلك الصور.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" صرح لوسائل الإعلام ظهر اليوم عن سعي بلاده بالتنسيق مع النظام لتأمين الممرات الآمنة لإخلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة عبر ثلاثة معابر، إضافة إلى تأمين معبر رابع مخصص لـ"المسلحين" الذين يرغبون بتسوية أوضاعهم.
حلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية