ظهر قائد مليشيا صقور الصحراء "محمد جابر" وهو يلقي خطابا في من سماهم "المجاهدين"، مستعينا بعبارات من صلب القاموس الشيعي، متعهدا أمامهم بتقديم "إطعام يومي ولباس كامل" للمرتزقة الملتحقين بالمليشيا.
وحسب مقطع مصور بثته المليشيا حديثا، وقف "جابر" وسط خليط من المرتزقة، بينهم شبان وكبار سن، وفيهم من يلبس بدلة عسكرية، وآخرون يرتدون قمصانا داخلية (شيالات)، ليبدأهم بعبارة "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، معقبا: "إخوان نحنا في كل معركة مندخلا دائما وأبدا بدنا شعارات تكون هي موجودة بالصدر، إيماننا بالله وتوكلنا على رسولنا الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم"، ثم يرفع "جابر" يده ويلوح بحركة تشبه من يردد شعارا من شعارات النظام، مستدركا بصوت عال: "اللهم صل على محمد وآل محمد"، فيردد المحتشدون أمامه نفس العبارة، فيزداد حماس "جابر" ويلوح مكررا نفس العبارة، مستجديا هتافات الحاضرين بصوت أعلى.
وبعد أن يعبر عن رضاه لصوت الحشود، يعود ويهتف بصوت أعلى "هيهات منا الزلة (الذلة)"، مرددا مع الجموع هذه العبارة قبل أن يرفع كلتا يديه طالبا منهم الصمت، ليستأنف حديثه: "نحنا منطلق على كل إنسان مؤمن جاي يقاتل دفاعا عن وطنه عن العرض عن الشرف وعن الكرامة، منطلق عليه اسمو مجاهد، إزن (إذن) إنتو مجاهدين، ومنقلكم أهلا وسهلا فيكم في لازقية (لاذقية) العرب، إزن شو منقول: أهلا وسهلا فيكم ببلدكم بمدينتكم لازقية العرب".
ثم يعود "جابر" ليخاطب المحتشدين بلقب "إخواني المجاهدين"، متعهدا بتقديم إطعام يومي ولباس كامل لمن يودون الالتحاق بالمليشيا، وبعد لحظات يبدأ البعض بترديد شعارات "لبيك يا حسين، لبيك يا زينب".
وعلى نهج الحركات السائدة في النظام، ولكن مع استبدال الشعارات، يأمر أحدهم الحشود بعبارة "ترادف"، فيرددون: "ياالله".. أما "أسبل" فيردون عليها: "يا حسين".
*شقيقان
ويبدو أن المقطع صور بالتزامن مع معارك ريف اللاذقية، التي شاركت فيها مليشيا "صقور الصحراء" بشكل كبير، وتكبدت خلالها خسائر ناجمة عن سوء التخطيط وضعف التثبيت في مواقعها ضمن عدة قرى لاسيما: كنسبا و شلف، حيث استطاع الثوار مرارا ضرب هذه المليشيا وإجبارها على الانسحاب.
ويعد "محمد جابر" من أهم مرتزقة النظام، بدليل تزعمه "صقور الصحراء" المليشيا الأبرز على مستوى السلاح والعتاد والتعويضات المالية التي تقدمها لمن يلتحقون بها.
وخاضت هذه المليشيا معارك حاسمة في مواقع مختلفة من سوريا، لاسيما في ريف حمص وريف اللاذقية، حيث ترافقها في الغالب مليشيا "مغاوير البحر" التي يتزعمها الملياردير الموالي "أيمن" شقيق "محمد جابر".
ويعرف عن "أيمن" بأنه من أكبر واجهات الفساد والأعمال الخاصة بالنظام في سوريا وحول العالم، وهو الممول الأبرز لمصنع كبير يتولى تجهيز البراميل المتفجرة، التي قتلت وجرحت عشرات الآلاف من السوريين.
واستعان النظام بمليشيا صقور الصحراء مرارا من أجل استرداد سيطرته على حقول الغاز والنفط في ريف حمص (شاعر، جزل..)، التي كان تنظيم "الدولة" وما يزال يشن الهجمات المتوالية عليها، وقد مثلت المليشيا تحت زعامة "جابر" بقتلى التنظيم في تلك المعارك، وقامت بجز رؤوس بعضهم، في سلوك يماثل تصرفات التنظيم التي يعكف النظام على انتقادها والتنديد بـ"وحشيتها".
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية