أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مشروع معرفي يعيد مدن الثورة السورية إلى الذاكرة

انطلق المشروع في مرحلته الأولى بست مدن سورية - ناشطون

يسعى موقع "حكاية ما انحكت" السوري إلى تحويل إبداع الحراك السلمي وصانعيه، من واقعهما الحالي كقصص مهمشة وجانبية، ليكونا في مركز المشهد، ومرتكز الثورة السورية.

ويغوص في تفاصيل الحكاية عن طريق تسليط الضوء على النشاطات الاستثنائية التي قام بها السوريون منذ بداية الانتفاضة في آذار مارس 2011، حيث يقوم بجمع المعلومات التي تقع ضمن حيّز العصيان المدني، والمقاومة السلمية الإبداعية وتنسيقها، ليكون مرجعاً للعمل المدني في سوريا وأشبه بالذاكرة الوطنية.

وفي هذا الإطار يأتي مشروعه الجديد "مدن في الثورة السورية" الممول من الاتحاد الأوروبي ومؤسسة "cfl" الفرنسية ضمن منحة "ابتكار".

ويهدف المشروع -كما يقول مديره الكاتب والصحفي محمد ديبو- لـ"زمان الوصل" إلى جعل حكايات المدن السورية التي ساهمت في الثورة على نظام الأسد بمتناول الباحث المجتهد والساعي لإنتاج معرفة إن كان بحثاً أو فيلماً أو أو حلقات إذاعية إنفوغرافيك أو غيرها.

انطلق المشروع في مرحلته الأولى بست مدن هي "السلمية" و"القامشلي" و"دير الزور" و"بانياس" و"درعا" و"الزبداني"- ويوضح ديبو سبب اختيار هذه المدن التي تكتسب كل منها خصوصية ما -كما يقول- فدرعا هي مهد الثورة وتشكل علاقة الحدود مع الأردن والسلمية تعكس مشكلة الأقليات مع الثورة، و"بانياس" مدينة ثارت ثم توقفت فجأة، ناهيك عن الاستقطاب السني -العلوي الحاضر فيها بقوة.

أما القامشلي -حسب محدثنا- فهي تسلط الضوء على الكرد وعلاقتهم مع الثورة، وهناك مدينة "الزبداني" ذات العلاقة الإشكالية مع لبنان وحزب الله، أما دير الزور فهي تعكس الحالة "الجهادية" داخل الثورة من حيث "جبهة النصرة" و"الدولة" اللتين قضيتا على الجيش الحر في العديد من المناطق.

وحول استبعاد حمص من المدن الست الأولى رغم أنها كانت من المدن الأولى الثائرة على النظام أوضح ديبو أن "حمص قد تكون من ضمن المدن الست أو العشر اللاحقة في المرحلة الثانية من المشروع" مشيراً إلى أن "هناك إشكالية متعلقة بحمص يدرسها فريق المشروع الآن وهي هل يتم أخذ حمص ككل أو كل حي فيها لوحده".

وأردف محدثنا أن "حمص تستحق أن نشرح حالة الثورة في كل حي لوحده على حدة أو الأحياء المهمة داخل الثورة ومن ثم نأخذ مجموع الاحياء ضمن المدينة ككل". 

ولفت ديبو إلى أن "المدن السورية تخضع منذ منتصف مارس آذار عام 2011 لديناميات عالية من التغيّر والتحولات، والتي نالت من جملة التكوينات الاجتماعية المحلية وحتى من بيئاتها الجغرافية.

وبقدر ما تبدو السيرورات الثورية في المدن السورية المختلفة -كما يقول- متشابهة ومتقاطعة في العديد من النقاط والتفاصيل، إلا أن الدراسة العيانية لكل مدينة على حدة، تظهر التمايزات والخصوصيات التي تجعل لكل مدينة سورية حكايتها وتفاصيلها الخاصة، وهو أمر من الصعب الكشف عنه من دون الغوص في تفاصيل الحكاية".

بدأ العمل بمشروع "مدن في الثورة السورية" بوضع مخطط بحثي خاص لكل مدينة ليرسم خطواته.

ولفت محدثنا إلى اختيار الفريق لمجموعة مجتمع مدني موجودة داخل كل المدينة، وحين تعذر ذلك، تم تشكيل فريق عمل ميداني، مهمته الأساسية -كما يؤكد- جمع المعلومات وتسجيل الشهادات وتصويرها مع النشطاء الذين كانوا مشاركين في الأحداث أو على مقربة كافية منها، ليتم تفريغ الشهادات وتبويبها لتكون المصادر الأساسية لعملنا".

ونوّه محدثنا إلى أن "المصدر الثاني في المشروع هو المراجع المكتبية والإلكترونية بما فيها مقاطع الفيديو، والتي تمت مشاهدة عدد كبير منها وتسجيل الملاحظات، واعتمادها كإحدى المصادر الثانوية".

ولا يدعي مشروع "مدن في الثورة السورية" الحيادية أو الموضوعية المطلقة فالفريق القائم على العمل منحاز منذ البداية إلى الثورة السورية.

ويشير محدثنا إلى أن "جميع الشهود الذين تم الاستماع إليهم من المعارضين لنظام الأسد".

ورغم ذلك سعى فريق العمل بقدر ما يستطيع إلى معالجة، ومن ثم عرض ما توصل إليه الفريق من حقائق بأقصى ما يمكن من موضوعية تفرضها خطوات البحث العلمي دون إدعاء تقديم الحقيقة الكاملة.

وأردف محدثنا أن "فريق المشروع هو جزء من كل، يسعى لسد ثغرة، ولو طفيفة، في رصد وتوثيق مجريات الأحداث التي تضج بها سوريا".

ولفت الكاتب ديبو إلى أن "لدى فريق المشروع الكثير من الأفكار بشأن التطوير خاصة فيما يتعلق بالخريطة التفاعلية التي بتم العمل على تطويرها أكثر"، مشيراً إلى أن "هناك فكرة لإصدار الأبحاث ضمن كتاب أو كتيبات مستقلة وقد يترافق كل كتاب مع فيلم المدينة والوسائل الصوتية له".

ووجه الكاتب ديبو رسالة شكر إلى "شهودنا الشجعان، الذين لم يبخلوا بوقتهم أو جهدهم في سردهم لساعات طويلة لحكايتهم، وحكاية مدنهم الثائرة ضد الطغيان ولكل من ساهم في إنجاح هذا المشروع".


فارس الرفاعي - زمان الوصل
(100)    هل أعجبتك المقالة (100)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي