وجهت مؤسسات وشخصيات سورية نداء انسانياً لحماية المدنيين في مدينة "داريا" المحاصرة منذ 4 أعوام في غوطة دمشق الغربية، بعد تقدم قوات النظام وسيطرتها على الأراضي الزراعية جنوب وغرب المدينة، مصدر غذاء آلاف المحاصرين هناك.
وقالت 129 مؤسسة و362 شخصية في بيان، إن "مدينة داريا تعيش حصاراً لا يزال مستمراً، تحت وطأة القصف الوحشي بالصواريخ والقذائف وطيران حربي لا يغادر سماء المدينة"، موضحة أن "النظام والميليشيات المساندة له من عناصر حزب الله والميليشيات العراقية، يحاولون السيطرة على كامل داريا في بداية كل حملة جديدة تبدأ بقصف شديد وتضييق الحصار بشكل أكبر على الأهالي".
وأشار البيان إلى أن "أكثر من 7000 شخص من أهالي داريا وسكانها الأصليين يفتقدون أدنى مقومات الحياة الأساسية ويقبعون تحت وطأة إجرام لم يشهد مثله التاريخ سابقاً"، منوهين إلى عدم وجود "أي تنظيمات غريبة ومؤدلجة كما يدعي النظام".
وتابع البيان، أنه "خلال الأيام القليلة الماضية بدأت قوات النظام وحلفاؤها "محاولة شرسة لاقتحام المدينة وأصبحت على أعتاب المنطقة السكنية التي تحوي عدداً كبيراً من النساء والأطفال وكبار السنّ، ما يشكّل خطراً مضاعفاً على حياة الناس داخل داريا"، مؤكدة أن "النظام يسعى إلى إبادة ما تبقى من المدنيين بغية التطهير العرقي والعبث في التركيبة السكانية فيها".
وقالت المنظمات والشخصيات: إن "استمرار العالم بسياسة الصمت تجاه إجرام النظام وغياب ردع هذه الانتهاكات بحق الإنسان، يفقد مصداقية المنظومة الدولية والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان، ويظهر عجزها التامّ في إيقاف الجرائم اليومية التي ترتكب في سورية".
وطالت "المجتمع الدولي وهيئات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، بما فيها مؤسسات الأمم المتحدة والصليب الأحمر، للتحرك الفوري والعاجل لإنقاذ القابعين تحت الحصار في داريا، وتأمين الحماية وسبل العيش لهم لاستمرارهم بالحياة".
وجددت قوات النظام في بداية حزيران يونيو الماضي، استخدام البراميل المتفجرة في قصف المدينة، لينتهي التزامها باتفاق وقف الأعمال العدائية، الذي بدأ تطبيقه نهاية شباط فبراير 2016، كما خرقت في 7 تموز يوليو الجاري، هدنة أعلنت عنها لمدة 72 ساعة في عموم سوريا خلال أيام عيد الفطر، لتحقق تقدما في الأراضي الزراعية جنوب غرب مدينة "داريا"، خلا النصف الأول من الشهر الجاري، ما زاد من وطأة الحصار على الأهالي داخل أحيائها.
وقال الناطق باسم "لواء شهداء الإسلام"، "تمام عبد الرحيم" لـ"زمان الوصل" إن الوضع يزداد صعوبة في مدينة "داريا"، حيث يعيش 7800 مدني، مضيفاً أن "قوات النظام وصلت إلى مشارف الأحياء السكنية للمدينة، فيما يتصدى الجيش الحر لها حتى الآن".
وأشار إلى أن "القصف كان عنيفا آخر 4 أيام بمعدل قذيفة بالدقيقة، بينم وصلت حصيلة البراميل المتفجرة الملقاة على المدينة إلى أكثر من 700 برميل خلال الثلاثة أسابيع الأخيرة، عدا عن القصف بصواريخ أرض -أرض (فيل)، والقصف المدفعي من جبال الفرقة الرابعة، وسط تخوف من القصف على المناطق السكنية المكتظة".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية