أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ريف حماة.. الشبيحة يعودون إلى قواعدهم الطائفية وبشار يدفع "الأتاوات" لاسترضاء المسيحيين مهملاً الإسماعيليين

فهد وعروسه في لقطة مع مرتزقة محردة - ارشيف


يعطي الريف الحموي صورة مصغرة وربما "نموذجية" للحاضر والمستقبل الذي ينتظر مرتزقة النظام المشهورين باسم الشبيحة، سواء من زاوية تصاعد الصراعات الداخلية وظهور طبقة من "الشبيحة" الجدد الأشد تغولا واستهتارا، أو من جهة العودة إلى قواعد الفرز الطائفي، أو من ناحية عجز النظام، بمن فيه رأسه، عن لجم من رباهم وسمنّهم، إلى درجة اضطراره لدفع "الخوة" اتقاء لشرهم.
قد يبدو الكلام نوعا من التفكير الرغبوي، الذي يتمنى حدوث شيء ليس له سند حقيقي، لكن الوقائع والمعلومات القادمة من الريف الحموي حول الأوضاع في "مجتمع الشبيحة"، تشير بوضوح إلى أن نار الشبيحة هناك باتت تأكل بعضها، بعدما انتهت أو كادت تنتهي من "أكل" ما أنشئت لأجله، كما تؤكد أن شعارات الوطنية الزائفة للمرتزقة سقطت كورقة خريف؛ ليعود كل مرتزق إلى قواعده "الطائفية"، في منطقة تعد الأغنى والأشد حساسية في سوريا من ناحية التنوع الديني والمذهبي.

*قشة عائمة
آخر الحوادث، التي شهدها الريف الحموي وتحديدا محردة، لم تكن على ما فيها من دلالات كبيرة سوى قشة عائمة على سطح بحر من الصراعات والتجاذبات، ستحاول "زمان الوصل" الغوص في بعض خفاياه، وكشف بعض جوانبه.

فقبل أيام قليلة، تلقى ابن مؤسس كتائب الشبيحة (الدفاع الوطني) في محردة وقائدها ضربا مبرحا، أدى إلى إصابات بالغة توزعت على مناطق مختلفة من جسمه، منها كسر في أنفه ونزف في عينه، فضلا عن تمزق في أربطة الكتف.


لم يتلق فهد الوكيل المقلب "أبو سيمون" الضرب من معارضين للنظام، الذي يعد والده أحد ركائزه في محردة وما حولها، بل تلقاه من عناصر ينتمون للمخابرات الجوية، يبدو أنهم كانوا مكلفين بإيصال رسالة قوية بأن لا أحد يمكن أن يتجاوزهم، حتى ولو كان ابن "سيمون الوكيل" صاحب الوكالة الحصرية للشبيحة في محردة، والرجل المستحوذ على قدر وافر من المال والشهرة وشبكة العلاقات الواصلة حتى رأس الهرم (بشار الأسد).

لم يكن الصراع والضرب الذي تلقاه "أبو سيمون" لأجل نزاع على من الأحق بتعبئة الوقود لسياراته من إحدى المحطات، كما أراد الأخير أن يظهره، وإلا لكان الضرب عابرا، ولم يحتج لتدخل نحو 10 عناصر من الجوية ليشبعوا ابن قائد الشبيحة ركلا ولكما ولطما.

لقد كشفت الحادثة بعض ما حاول ويحاول مرتزقة محردة من المحسوبين على الطائفة المسيحية أن يخفوه، وهم يتلقون الإهانة تلو الأخرى على يد شبيحة من الطائفة العلوية، ولا يستطيعون ردها ولا حتى الشكوى منها، بعد لمسوا حقيقة انفلات الأمور حتى من يد بشار الأسد نفسه، كما تقول مصادر وثيقة الاطلاع على شؤون الريف الحموي.

وتوضح المصادر أن الدرس القاسي الذي لقنه عناصر الجوية لابن مؤسس فرق الشبيحة في محردة، لم يكن سوى قطرة من كأس الذل الذي يسعى شبيحة من لون طائفي معين أن يسقوه لشبيحة من لون طائفي آخر.

*متمردون
وتلفت المصادر مع اعتذارها للحديث بالتقسيمات الطائفية، أن الصراع اليوم ومنذ فترة بات محتدما بين عناصر الجوية المنتمين في معظمهم إلى الطائفة العلوية، وبين مرتزقة محردة المسحوبين على الطائفة المسيحية، حيث يرى المرتزقة العلويون أن كلمتهم يجب أن تبقى العليا في المنطقة، متجاهلين كل "التضحيات" التي قدمها الطرف المسيحي في سبيل الدفاع عن نظام الأسد.

وتتابع مصادر "زمان الوصل" منوهة بولادة طبقة جديدة من الشبيحة تتصف باستهتارها البالغ وبتمردها الكبير حتى على أعتى الشبيحة وأقدمهم، وهذه الطبقة التي نشأت في ظل غياب تام لأجهزة النظام لم تعد تبالي بأي شخص تقريبا، ولا حتى بشار الأسد نفسه، الذي لم يستطع إطلاق سراح بعض الرهائن وتخليصهم من براثن شبيحته إلا عبر التودد إليهم، ودفع "أتاوات"، يدرجها تحت بند المكافآت.

وتكشف المصادر أن المرتزقة العلويين في الريف الحموي يمارسون تشبيحهم على المسيحيين والإسماعليين القاطنين في المناطق المجاورة، وأن عمليات الابتزاز والخطف لأجل الفدية باتت أمرا شائعا، رغم كثرة شكاوى الطائفتين منها، ورغم لجوء بعض أهالي المخطوفين، لاسيما من المسيحيين، إلى بشار الأسد نفسه.

وتتابع: تواصل سيمون الوكيل زعيم شبيحة محردة بنفسه مع بشار بشأن ما يتعرض له مسيحية بلدته من تشبيح، فكانت ردود بشار دائما وعودا بـ"كف بلاء" المرتزقة العلويين لاسيما من عناصر المخابرات الجوية، الذين ينافسون مرتزقة محردة على النفوذ والسلطة، وحتى على نهب المساعدات الإغاثية التي تصل إلى المدينة.

ولأن بشار الأسد يهمه أن لا تتعرض صورته للاهتزاز لاسيما لدى الكنيسة، فقد تدخل مرارا في عمليات الإفراج عن رهائن مسيحيين لدى عصابات ومرتزقة من المناطق العلوية، بل واضطر إلى دفع "أتاوات" كان يأمر بصرفها في صورة مكافآت لرجال الجوية في المنطقة، الذين ينقسمون بين منتم لتلك العصابات أو راع ومشجع لها.

*الإسماعيليون مهملون
وتؤكد المصادر أن ما أبداه بشار من اهتمام جزئي بشؤون المسيحيين من مرتزقة وأناس عاديين، ممن تعرضوا لاعتداءات الشبيحة العلويين، لم يحظ به الإسماعيليون الذين ينظر إليهم بشار بعين الريبة، على ضوء موقفهم من نظامه ومن الثورة، فضلا عن كون الإسماعيليين غير مسنودين إلى جهة دينية تتابع أمورهم بنفس عناية وحرص الكنيسة، كما إنهم لايملكون نفس القدر من الأموال التي بحوزة المسيحيين، وهذا بلا شك أحد العوامل المساعدة في التفريق بينهم، في نظام يلعب المال فيه دورا محوريا.

وتصف مصادرنا "سيمون الوكيل" بأنه من أغنى رجال محردة، وأوثقهم صلة ببشار الأسد، وألصقهم بجهات محسوبة على الكنيسة، وأكثرهم تلقيا للأموال من الخارج والداخل؛ ولذا فقد كان الخيار الأنسب لتشكيل وترؤس مليشيا الدفاع الوطني في المدينة ومحيطها، حيث استطاع اجتذاب أعداد كبيرة من الشباب وإلحاقهم بالمليشيا، وكان له دور كبير في تثبيت أركان النظام في منطقته، وإظهار محردة على أنها موالية للأسد ربما أكثر من القرداحة.

وتختم المصادر موضحة أن نسبة ملحوظة من عناصر الجوية في ريف حماة هم من أصحاب السوابق المتورطين بجرائم متنوعة، وأن النظام لجأ للتعاقد معهم لسد النقص في صفوف قواته ورجال مخابراته، ومن هنا فليس مستغربا أبدا، أن يكون هؤلاء المنتسبون الجدد نسبيا أشرس وأشد استهتارا بأي عرف أو قانون، فقد جمعوا الشر من أطرافه عبر تاريخهم الإجرامي الذي أتموه بالانتماء إلى أكثر أجهزة النظام وحشية.

*حلقة مفقودة
فهد الوكيل، الذي فتح الاعتداء عليه باب الحديث عن واقع شبيحة الريف الحموي ونزاعاتهم، هو الابن الأكبر لـ"سيمون وكيل"، وغالبا ما يتم تقديم فهد بصفة "سيادة الملازم"، باعتباره ضابطا متطوعا في جيش النظام، رغم عدم وجود أي دليل على قتاله إلى جانب هذا الجيش في أي من الجبهات، فكل المعروف عنه أنه مرابط في "محردة" مع مرتزقة أبيه، وكأنه يؤدي "خدمات ثابتة" في ظروف مرفهة للغاية، خلافا لجنود وضباط النظام الآخرين ممن يعيشون هول المعارك ويقاسون شح الرواتب والإجازات وقلة الطعام.

ولا تُظهر الصور التي ينشرها "فهد" سوى شابا مدللا، يلبس أغلى الثياب ويحضر مختلف المناسبات والسهرات (زفاف، أعياد ميلاد..)، دون أن يظهر على وجهه أو هندامه أي علامة من علامات الحرب.

وتأكيدا على هذا النهج، فقد اختار "فهد" في خريف 2015 أن يرتدي بزة فاخرة ويقف إلى جانب عروسه "ن.ت" بفستانها الباذخ، ليلتقطا صورة مع عدد من مرتزقة الدفاع الوطني بلباس الجيش.

ويومها تناقلت الصورة شبكات مؤيدة وطارت بها، كنوع من الدعاية لقوات النظام التي تصر على "الفرح" و"حب الحياة"، متغافلة -بقصد أو دون قصد- الإشارة إلى هوية العريس أو الحديث عن البذخ البادي عليه، وهو ما لا يمكن لأي عسكري في جيش النظام أن يبلغه براتبه الهزيل، ومتجاهلة التعرض إلى المشهد السينمائي لـ"جنود" ببزات متأنقة جديدة، وسلاح نظيف، وشعر مصفف، وكأنهم جنود من هوليود وليسوا من جيش النظام.

وأخيرا، فإن في سيرة فهد الوكيل حلقة مفقودة أو غامضة نوعا ما، حيث ظهر في أواخر 2012 ضمن مقطع مصور يعرف فيه عن نفسه بصفة طالب ضابط، مع 19 عشر عنصرا آخرين، قالت "كتيبة المغيرات" التابعة للواء التوحيد إنها أمنت انشقاقهم (كما يظهر في الدقيقة 1.05 من هذا المقطع.


واتباعا لما كان معمولا به حينها، من ترك من يرغبون بالانشقاق بالعودة إلى بلداتهم وذويهم، يبدو أن الثوار أفرجوا عن "فهد" الذي مسح الثوار على خده الأيمن فلطم خدهم الأيسر؛ ومارس الخداع عليهم ليعود إلى حضن جيش نظامه بل ويكون سند أبيه "سيمون" وذراعه في مليشيا "الدفاع الوطني" في محردة، قبل أن ينطلق مسلسل تغول الشبيحة على الشبيحة.

إيثار عبدالحق - زمان الوصل - خاص
(210)    هل أعجبتك المقالة (225)

محمد علي

2016-07-19

مهما حاولنا تخيل بان علوي سوريا و تركيا و ميليشيات الاكراد هم بشر او جزء من البشريه ،،،، مستحيل ،،،، هؤلاء لا رادع اخلاقي او اجتماعي او ديني او انساني ،،،، مجرد حيوانات وبهائم نزلت من كهوفها منذ خمسون سنة لتمارس اقسى انواع الدمار المباشر المتعمد لسوريا ،،،، هؤلاء اتوا الى سوريا هربا من الامبراطوريه الفارسية و شاه ايران منذ ما يقارب على مائه و عشرون عاما ،،، احفاد التتار و المغول و ما تبقى منهم في اسيا الوسطى ،،،، و الله حتى الطبيعة من الشجر و الحجر التي خلقها رب العباد لم تنجوا منهم و من اعمالهم من نهر العاصي و بردى و بحيرة قطينة من تسميم و تلوث المياه و الاسماك ورمى مخلفات المصانع الكيماويه بها ،،،، حيوانات من الطرفين المذكوريين في التقرير.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي