أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"جحش العيد" .. وحافظ الأسد

الفرحة بـ"جحش العيد" كانت تبدأ قبل يومين من العيد في دمشق - الصورة أرشيفية

يطلق الناس في سوريا والوطن العربي على اليوم الذي يسبق العيد اسم "يوم الوقفة"، أما اليوم الثاني فيسمى "جحش العيد" كما يقول الحاج يحيى (75 عاماً) وهي تسمية منتشرة في سوريا ومعروفة لدى من بقي من الجيل القديم.

وأما عن سبب التسمية فلا يعرف الحاج "يحيى" اللاجئ من بلدة "قارة" في القلمون الغربي كيف أطلقت على هذا اليوم، لكنه يتذكر أنه كان يستخدم للمزاح مع الأطفال الذين كانوا يتعلمون عند شيخ الكتاب لإخافتهم من الكسل والتقصير في دروسهم، فكان شيخ الكتاب يهددهم بقوله: تعلموا كي لا تصبحوا مثل "جحش العيد".

والاحتفال بالعيد في هذه اليوم كما يصف الحاج "يحيى" أقل حرارة من سابقه إذ تختفي "العيدية" وقد تكاد تنعدم. و"العيدية" هي قطع نقدية قليلة تعطى للأطفال صباحية العيد كي يشتروا الحلوى ويركبوا الأراجيح، وتكون كمكافأة لهم بعد صومهم لشهر رمضان، كما تشح الضيافة للزائرين الذي تأخروا في تقديم التهنئة وأجلوها لليوم التالي "جحش العيد".

ولـ "جحش العيد" معنى آخر في مدينة دمشق اشتهرت به، وقد ورد ذكره في كتب حفظ التراث الشعبي، إذ يقول الحاج "يحيى" إن الفرحة بـ"جحش العيد" كانت تبدأ قبل يومين من العيد في دمشق، ويعلن عنها بخروج رجل بصورة مضحكة يرتدي قلنسوة طويلة في أعلاها "ذنب" وفي يده "دف" يدق عليه وأمامه حمار مزين بالخرز الملون ومعصب الرأس بالمناديل الملونة، ويدور به على هذه الهيئة في الأزقة والشوارع عارضاً ألعابه ورقصه لينتهي المطاف به أمام "باب البريد" أحد أبواب الجامع الأموي حيث يتم إقامة مأدبة إفطار كبيرة يأكل منها الأطفال والقادمون إلى الصلاة في المسجد. 

أما عن المعاني السياسية لمصطلح "جحش العيد" فيقول الحاج "يحي": "بعد قيام ثورة الثامن من آذار في سوريا عام 1963 التي أنتجها حزب البعث واستلام شخصيات لا تعرف استخدام بارودة الخردق الحكم في سوريا، وكان كل سياسي يأتي للحكم وقتها (أجحش) من سابقه، عمل السوريون على التورية السياسية والترميز للتعبير عن رأيهم بهذا (العيد)، فأصبحوا يستخدمون مصطلح (جحش العيد) بطريقة ذكية لماحة في إشارة منهم للدكتاتور حافظ الأسد جحش الثورة، وجحش عيدها الذي أطلق عليه البعثيون عيد الثامن من آذار".

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(530)    هل أعجبتك المقالة (544)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي