أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

في العيد.. الحرب تفرض على أطفال حلب "لغة الموت"

يخشى أن تتحول مع استمرار تلك الأوضاع إلى "حقيقية" - ناشطون

انتشرت في أسواق المناطق المحررة بمدينة حلب وريفها خلال الآونة الأخيرة ًمشاهد حمل الأطفال للأسلحة القتالية البلاستيكية، وتشهد محلات بيع لعب الأطفال اقبالاً كبيراً على هذه الألعاب وخصوصاً أيام الأعياد، ما يشير إلى عمق تأثير الحرب على نفسية الأطفال وسلوكياتهم اليومية.

وأشار "أبو عمر" وهو أحد باعة هذه الألعاب لـ"زمان الوصل" إلى أن إقبال الأطفال على شراء هذه الألعاب التي تحاكي عالم الكبار ازداد في عيد الفطر، ورغم إدراك خطورة مثل هذه الألعاب على الأطفال يضطر أصحاب المحال إلى بيعها لكثرة الطلب عليها -كما يقول- رغم أن بعضها يحتوي خرز بلاستيك إذا أُطلقت إلى عين طفل آخر قد تؤدي إلى تضررها.

أحد الأطفال كان يمشي بجانب والده حاملاً مسدساً بلاستيكياً، وبدا فرحاً به وقال والد الطفل لـ"زمان الوصل" إنه أرغم على شراء هذه اللعبة لأن طفله احتضنها داخل المحل رافضاً إرجاعها متأثراً بالأطفال الآخرين من الجيران في الحي الذي يقطنه.

وأضاف الأب أنه لم يستطع رفض رغبة الصغير بعدم اقتناء هذه اللعبة نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها مع أقرانه. 

وبدوره لفت الناشط "محمود الناصر" إلى ازدياد الإقبال على شراء الأسلحة القتالية التي تشبه إلى حد كبير الأسلحة الحقيقية في الآونة الأخيرة في حلب وريفها.

وأرجع هذه الظاهرة إلى الأحداث التي تشهدها البلاد والتي كان لها انعكاسات سلبية حتى على سلوكية الأطفال. 

وطالب "الناصر" بضرورة محاربة ظاهرة بيع الأسلحة القتالية للأطفال، وذلك عن طريق وضع ضوابط تحد من دخولها إلى الأسواق أو بيعها وإشراك المحاكم الحالية والمعابر الحدودية، وذلك "من خلال تبنّي مشروع شامل تتضافر فيه جهود مديرية التربية الحرة ووسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني للحد من انتشار ألعاب الأطفال التي تشجّع على العنف واستبدالها بألعاب هادفة تبعدهم عن جو الحرب والدمار".

وعرضت "زمان الوصل" هذه الظاهرة على المعلمة "نور شهاب" العاملة في إحدى منظمات الطفولة، التي أشارت إلى أن "توسّع ظاهرة الألعاب من الأسلحة القتالية يشكّل خطراً كبيراً وانعكاساً سلبياً للوضع غير المستقر وانتشار الممارسات القاتلة في المجتمع السوري مباشرة أو من خلال وسائل الإعلام الذي بات يحمل إلينا العنف من كل مكان وفي مقدمتها التلفاز".

وأكدت المعلمة أن "الأطفال هم أكثر المتأثرين ببيئتهم الاجتماعية والثقافية وينعكس في سلوكهم وقد يُضاعف من مخاطر انعكاسات هذه البيئة العنيفة تدني وعي غالبية أولياء الأمور بما يعنيه نزوع أطفالهم نحو محاكاة العنف وانعكاساته عليهم حاضراً ومستقبلاً". ولفتت إلى الدور الذي يلعبه أولياء الأمور في تكريس هذه الظاهرة، فهم من يقوم بشراء تلك الألعاب رغم أن بعضها قد يسبب إصابات جسدية خطيرة لأطفالهم، مشيرة إلى غياب المؤسسات في مواجهة تلك الآثار عبر التأهيل النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بالصراعات المسلحة".

وطالبت "نور" بضرورة أن تقوم الجهات القضائية الحالية بوضع وتنفيذ ضوابط تحد من بيع تلك الألعاب وانتشارها"، منوّهة إلى ضرورة تعزيز وتوسيع برامج التوعية والتأهيل النفسي والاجتماعي للحد من مخاطر وآثار تلك الألعاب على مستقبل الطفولة.

وأشار تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية التي تجولت في أول أيام عيد الفطر بمدينة حلب، إلى أن "اللعبة المفضلة لدى أطفال حلب أصبحت لعبة القتال، وهي اليوم بأسلحة بلاستيكية يُخشى أن تتحول مع استمرار تلك الأوضاع إلى "حقيقية".

وأصبح من المألوف –حسب التقرير- رؤية الأطفال يجوبون الشوارع حاملين تلك الأسلحة مشكلين عدة فرق، منها: "فريق النظام، فريق داعش، فريق الجيش الحر، فريق جبهة النُّصرة" في مظهر يعزو علماء النفس انتشاره إلى "بدء التفكير بلغة الموت، وليس بثقافة الحياة أو المستقبل"، كما يشير إلى بداية التحول نحو سلوك عدواني".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(239)    هل أعجبتك المقالة (236)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي