يرموك ريف اللاذقية مستمرة والهدوء المؤقت للتقييم

يتساءل سوريون لماذا توقفت معارك ريف اللاذقية في اليومين الماضيين، هل انتهت معركة "اليرموك"، هل يرتبط هذا التوقف بالهدنة التي أعلنها النظام؟

أسئلة مشروعة فرضها الزخم الكبير الذي انطلقت به معركة "اليرموك"، والنجاحات المهمة التي حققتها في أيامها الأولى من خلال مراحلها الثلاث وتوجت بتحرير قرى ومواقع شديدة الأهمية إضافة لتحرير "كنسبا" وهي مركز الناحية في جبل الأكراد، إلا أن هذا الزخم شهد فتورا في اليومين الأخيرين.

قائد ميداني في "الفرقة الأولى الساحلية" يجيب عن هذه التساؤلات، فيؤكد على استمرار معركة "اليرموك" حتى تحقيق أهدافها بتحرير المناطق التي "احتلها النظام تحت الغطاء الجوي الروسي الشتاء الماضي".

ويشير في حديث لـ"زمان الوصل" إلى أن طبيعة المنطقة تفرض حربا من نوع خاص تقوم على تحرير متزامن لمجموعة التلال المتقاربة، "لقد صادفنا صعوبة في اقتحام "تلة البيضاء" في جبل التركمان ضمن المرحلة الثالثة، وذلك بسبب تحصينها بشكل كبير ووجود أسلحة ثقيلة متطورة على قمتها، ألزمنا بعدم اقتحام المناطق القريبة منها تجنبا للاستهداف".

ويضيف القيادي، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، "نعدّ خطة محكمة ستفاجئ النظام وستمكننا من تحريرها مع غيرها من المواقع، انتظرونا".

ونفى أن يكون التريث في إتمام المحلة الثالثة والمراحل اللاحقة مرتبطا بالهدنة التي أعلنها النظام "إنها فقط استعدادات لوجستية وخططية للتعامل مع المستجدات وتحضيرا للعمل الأكبر"، وأردف قائلا "نحن تريثنا قبل أن يعلن النظام الهدنة المخادعة التي تحدث عنها".

ولفت في الوقت نفسه إلى أن الجبهات لم تتوقف تماما بل هناك استهدافات محددة ومهمة ينفذها الثوار، ولا سيما من حيث قنصهم لمدافع وقواعد صاروخية وتجمعات لعناصر النظام إضافة للقصف البعيد، وقد تم العديد منها خلال هذين اليومين.

وتدل الاستعدادات التي تجري في ريف اللاذقية والتحرك والاجتماعات المتواصلة لقيادات الفصائل المشاركة على أن المعركة لم تنتهِ بعد، وربما تحمل الأيام القادمة الأصعب للنظام والميليشيات الداعمة له.

وهذا ما يراه المحلل السياسي والعسكري "طارق حاج بكري" حيث يقول: "معركة اليرموك تمتد على مراحل متعددة ولا إطار زمنيا محددا لها، والهدوء النسبي في اليومين الماضيين سيكون مفيدا جدا في تصحيح بعض الأخطاء، للانطلاق بزخم أقوى للمراحل المتقدمة.

ويؤكد "حاج بكري" أن منطق الحرب العسكرية رغم أنه يقوم أساسا على عنصر المفاجأة إلا أن لكل معركة ظروفها الخاصة ومعطياتها التي قد تختلف عن غيرها، "في المناطق الجبلية قد تكون عمليات القنص والكمائن المتقدمة عنصرا فعالا في خلخلة صفوف العدو وفقدانه الثقة بالصمود، وهذا ما يجعل اقتحام مواقعه أسهل". 

ويضيف "حاج بكري" في حديث لـ"زمان الوصل أن السيطرة على التلال بريف اللاذقية تعتبر الركن الأهم الذي يجب على الثوار القيام به في معاركهم قبل اقتحام مواقع النظام في القرى والهضاب، حتى لا يغدون هدفا سهلا لنيران رشاشاته المتوسطة والثقيلة.

ولفت إلى أن للثوار هدفا استراتيجيا لم يحققوه بعد، وهو إفشال خطة النظام المدعومة من روسيا والتي تهدف لإقامة كانتون طائفي غرب نهر العاصي، ولتحقيق هدف الثوار هذا عليهم فصل المنطقة من "صلنفة" وإلى الغرب عن سهل الغاب وجسر الشغور شرقا، وتوقع أن تستأنف فصائل المعارضة معركة "اليرموك" عندما تستكمل عملية تقييم المراحل السابقة والبناء على ذلك في المراحل المتقدمة.

ولم يتقيد النظام بالهدنة التي أعلنها يوم العيد واستمر بقصف جبلي الأكراد والتركمان من الجو والبر، وتتحدث شبكات إعلام موالية عن تحضيرات لهجوم يشنه بهدف استعادة السيطرة على ناحية "كنسبا".