يحل عيد الفطر السعيد هذا العام، على مدن وبلدات ريف حمص الشمالي المحاصر، والناس منقسمون بين رافض لأي مظهر من مظاهر الفرح بسبب الحصار والجوع، وكثرة الشهداء والجرحى والمعتقلين، وبين ناس تبحث عن السعادة، وإدخال فرح مؤقت لأطفالهم الصغار المحرومين من أبسط حقوقهم الإنسانية منذ 4 سنوات تقريباً.
*كعك العيد
ومن المظاهر المبهجة بعيد الفطر السعيد، وخصوصاً بالريف السوري، صناعة أقراص ومعمول العيد، والمعروف شعبياً بالكعك، هذه الأقراص، والتي تفوح رائحة خبزها في أرجاء القرية بالأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك، حاملة بشائر الفرح للأولاد، توارثها السوريون عن الآباء والأجداد والمتمثلة بخبز كعك العيد وتقديمه إلى زوارهم أيام العيد.
تقول أم عماد لــ"زمان الوصل" "في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك يجتمع الناس والأقارب في أحد المنازل لصناعة كعك العيد، حيث نبدأ بوضع البهارات، مثل اليانسون والشمرا والسمسم والمحلب وحبة السوداء والحليب والسمنة البلدية على الطحين الأبيض، لتحضير عجينة أقراص العيد، التي توضع بمكان دافئ لمدة 12 ساعة، حتى تتخمر جيداً، ثم تقطع وترق على قوالب خشبية منقوشة برسومات جميلة".
وعن عجينة معمول العيد قالت أم عماد: "يضاف إلى عجينة الأقراص السابقة، مادة البيض البلدي وماء الورد، بالإضافة إلى الحشوة من المكسرات كالجوز واللوز والفستق الحلبي أو من العجوة.
*لا يجدون طعام يومهم
"محمد أبو حسان" من بلدة "كفرلاها" بمنطقة "الحولة" بريف حمص الشمالي الغربي قال لـ"زمان الوصل" في حمص "كيف نصنع معمول وكعك العيد، وفي كل بيت شهيد أو جريح أو معتقل؟"
وأضاف أبو حسان "إن الكثير من الناس، لا يجدون طعام يومهم، فكيف سيتحملون تكاليف صناعة أقراص ومعمول العيد".
ويرى سكان محاصرون آخرون، أنه من الجيد أن يعيش الناس مظاهر العيد، وأن هذا سيساعدهم في تجاوز الأيام الصعبة التي يعيشونها في كل يوم.
*حق الأطفال
ويقول "ماهر أبو صالح" من بلدة "تلذهب" لـ"زمان الوصل" إن من حق الأطفال أن يفرحوا بأقراص العيد، فهم لا يرون طيلة العام ومنذ 5 سنوات، سوى القتل والدمار والدماء.
ومن خلال جولة ميدانية قام بها مراسل "زمان الوصل" في حمص على محلات بيع مستلزمات أقراص العيد في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي الغربي المحاصر، لاحظ بأن نسبة العائلات التي قامت بتحضير أقراص العيد، لا تتجاوز 40%، بينما كانت نسبتها في عام قيام الثورة السورية2011م، تتجاوز 95%، وذلك بسبب قلة الدخل، وارتفاع تكلفة إنتاج كعك العيد، حيث تصل كلفة صناعة 4 كيلو غرام من أقراص العيد منزليا إلى 10 آلاف ليرة سورية، وصناعة 3 كليو غرامات من المعمول المحشي بالمكسرات إلى 15 ألف ليرة سورية.
وذكر رب أسرة بريف حمص الشمالي، أنه دفع 25 ألف ليرة سورية ثمنا لصناعة 8 كيلو غرامات من كعك ومعمول العيد.
*كيلو المحلب بـ25 ألف ليرة
ويأتي العيد في ظل ارتفاع كبير لأسعار البهارات والمواد الداخلة بصناعة أقراص العيد، فمثلا كيلو مادة "المحلب" الحب، التي تعطي الأقراص نكهة مميزة ولذيذة، وصل سعره قبل يومين إلى 25 ألف ليرة سورية، وغير موجود، كما وصل سعر كيلو الجوز إلى 6 آلاف ليرة، وكيلو جوز الهند إلى 3 آلاف ليرة سورية.
ريف حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية