عرّى "مصطفى عليان" النظام ومسوؤليه الذين تاجروا بقضية مقتل ابنه "حمزة"، وتقاطروا قبل سنة ونيف على منزله للتعزية وإغداق الكلام المعسول، ثم ما لبثوا أن اختفوا وتنصلوا من أبسط وعودهم، تاركين الأب المفجوع بمقتل ابنين له، يلوك مرارة الكذب والخداع الذي شب عليه النظام.
وفي مقطع مسجل له، عرّف "مصطفى عليان" عن نفسه بأنه والد "الشهيد حمزة عليان والشهيد ثائر عليان"، كما إنه والد الجريح ربيع عليان، موضحا أن ابنه حمزة كان ضمن مليشيا الدفاع الوطني عندما لقي حتفه في جسر الشغور بريف إدلب.
وتابع: "زارني المحافظ (محافظ طرطوس) والسيد الوزير (وزير الأوقاف) وسماحة المفتي (حسون) وقائد الدفاع الوطني، طلبي الوحيد منهم كان أن يوظفوا لي ابنتي، والسيد الوزير تكلم وهو في بيتي مع المحافظ وطلب منه أن يوظفها".
*"حكي بحكي"
وأشار والد القتيلين بأن ذهب عقب انتهاء مراسم التعزية بابنه حمزة إلى المحافظ حوالي 10 مرات؛ ليستفسر عن مصير توظيف ابنته، لكن المحافظ كان يجابهه بالرفض وبعبارة: "ما في إمكانية"، بل إن المحافظ قطع أمل الأب من أي فرصة للتوظيف، حتى ولو عبر عقد موسمي يستمر 3 أشهر.
وواصل "مصطفى عليان" سرد قصته: "لم يعوضوا علي بقرش، إلا الدفاع الوطني بـ50 ألف (ليرة، تعادل 100دولار)... ولي سنة أذهب إلى المحافظ والمسؤولين وكله حكي بحكي (دون فائدة)".
وأبان "مصطفى" أنه طلب من محافظ طرطوس أن يمنحه مالاً من أجل عمل ضريح لابنيه القتيلين، فوافق له على مبلغ يساوي 15 ألف ليرة (30 دولار).
وأواخر نيسان 2015، وعقب بث شريط يوثق إعدام المرتزق "حمزة عليان" بعد أسره، سارع إعلام النظام ومسؤولوه إلى استثمار الواقعة والمتاجرة فيها، معتبرين أن من أقدم على تصفية "حمزة" لأنه "علوي" يمثل حقيقة الثورة السورية، القائمة على القتل والدماء والطائفية، حسب قولهم.
وكان مفتي النظام أحمد حسون ووزير أوقافه محمد عبد الستار السيد من أوائل المهرولين إلى تعزية "مصطفى عليان" بمقتل ابنه حمزة، كما تقاطر غيرهم من المسؤولين العسكريين والمدنيين، بهدف التقاط الصور مع والد القتيل، وإطلاق العنان لعبارات "تمسيح الجوخ" والنفاق.
وكان مما قاله وزير الأوقاف في وصف القتيل "حمزة عليان": "لقد أعدت إلينا ياحمزة أمجاد أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبد المطلب (عم الرسول صلى الله عليه وسلم)".
بينما قال حسون إنه عندما شاهد "حمزة عليان" دمعت عيناه وتذكر –أي حسون- ابنه سارية، الذي قتل في خريف 2011، وسط تضارب الروايات حول الجهة التي اغتالته.
والمثير للانتباه أن النظام الذي تباكى بإعلامه ومسؤوليه على "حمزة عليان" مدعيا براءته رغم أنه كان يخدم في صفوف مليشيا "الدفاع الوطني" المعروفة بجرائمها، هو نفس النظام لم يكترث لمقتل طفل تحت التعذيب الوحشي يدعى "حمزة الخطيب"، بل واتهمه بأنه إرهابي كان يخطط لاقتحام مساكن الضباط في صيدا بريف درعا، وينوي اغتصاب نساء الضباط هناك.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية