يبدو أن الحديث الذي كان يتداول سرا، أو خارج دوائر النظام الرسمية، صار علنياً وصادرا عن رأس "التربية" في حكومة النظام، حيث لوح وزير التربية "هزوان الوز" بعصا "الحساب العسير" في وجه رؤوساء مراكز امتحانية سهلوا عمليات الغش في امتحانات الثانوية العامة بمحافظة حماة، ورفعوا عدد حالاته الموثقة بشكل ملفت للانتباه من جهة، ومثير للشفقة -من جهة أخرى- على الحال الذي وصل إليه "التعليم" وشهادة الثانوية، خاصة في ظل نظام بشار الأسد وحربه على "المؤامرة الكونية".
ووفقا لـ"الوز" فقد وصلت حالات الغش المعلومة والموثقة إلى 3488 في محافظة حماة وحدها، ولهذه الدورة من الامتحانات الثانوية فقط، وحصل معظم الغش في مادة اللغة العربية.
ووفقا لما نقل إعلام النظام عن "الوز"، فإن "الوزارة تحمل المسؤولية لمديرية تربية حماة بعد حصول 3 آلاف حالة تشابه في الأوراق الامتحانية"، موضحا أن الوزارة ستجري "اجتماعاً فورياً مع كوادر المديرية للوقوف على هذه الحالة".
وفيما جاء خطاب وعيد "الوز" للمسؤولين الفاسدين في مراكز الامتحانات مسبوقا بـ"سين" و"سوف"، أي إنه مؤجل، فقد جاءت عقوبة الوزارة للطلاب المشكوك بأمرهم عاجلة وقاصمة، مع منحهم علامة الصفر في المقررات (المواد) التي حصلت فيها حالة تشابه.
ولفت "الوز" إلى بعض حالات الغش لاسيما في موضوع التعبير، مؤكدا أن الحرمان سيكون من نصيب أي طالب حصل لديه حالة تشابه في مادتين وأكثر.
ودعا وزير تربية النظام إلى إجراء امتحانات "الأحرار" (طلاب غير منتظمين في المدارس ويقدمون الامتحانات) في المرات القادمة في مراكز المدن وليس في أريافها، لأن أكبر نسب الغش تكون في المراكز الريفية، حسب إقراره.
وأضاف: هناك 8 آلاف حالة غش وتشابه في الإجابات وقد رسبوا، والوزارة لن تسمح بأن يحصل أي طالب بغير وجه حق على الشهادة، وسوف تبقى ملتزمة بالحفاظ على سمعة الشهادة السورية والمستوى العلمي لها.
واستشرت ممارسات الغش والتغشيش بشكل فاقع في محافظة حماة، حتى بات الحديث عن الفوضى والانفلات في بعض المراكز الامتحانية مضربا للتندر، وتمحور الكلام عن أوراق محلولة جاهزة يزود بها بعض الطلاب أثناء الامتحان، وكتب مفتوحة وجوالات متاحة، تسعف الطالب داخل قاعة الامتحان بما استعصى عليه.
وقد أقر "الوز" بنفسه أن هناك من الطلاب من سعى لنقله إلى مراكز بعينها مثل السقيلبية (ريف حماة)، وذلك بعدما سمحت الوزارة بتنقل الطلاب بين بعض المدن والمحافظات.
وناهز عدد المتقدمين لامتحان الثانوية بفرعها العلمي 93 ألف طالب، نجح منهم نسبة تعادل 68% تقريبا، أما الفرع الأدبي فتقدم له ما يفوق 60 ألفا، قاربت نسبة الناجحين منهم 51%.
واللافت أن الحديث عن استشراء حالات الغش في محافظة حماة، جاء بالتزامن مع إعلان الوزارة أن اصاحبي المرتبة الأولى على سوريا في الشهادة العلمية والأدبية هما من محافظة حماة (طالبتان).
ونفى "الوز" قطعيا أن يكون لهذا التفوق علاقة بحالات الغش التي شهدتها حماة، منوها بأن الوزارة ترجع إلى نتائج المتفوقين في السنوات السابقة للقياس عليها، وقد ثبت لها أن المتفوقين يستحقون علاماتهم.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية