أنا لا أقصد , لا سمح الله , استبدال السلطة القائمة في أي مكان من عالمنا العربي..إنها فقط ملاحظة تخص سلوك الأنظمة في عالمنا العربي..فمن المستغرب أن أية انتخابات تجري تتولى السلطة و إعلامها دعوة الناس إلى التوجه لصناديق الانتخاب بل و تعتبره واجبا وطنيا محسوبا على مواطنيها المطيعين..
جرى هذا في الانتخابات المصرية الرئاسية و البرلمانية و الاستفتاء على "إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد" و اليوم في الانتخابات البلدية في الأردن..يبدو لمن يتابع هذا الإعلام الرسمي أن الشعوب هي التي تمتنع عن التجاوب مع "ديمقراطية" حكامها فيما يكال المديح لهذه "الانتخابات" كعرس للديمقراطية يكون الناس فيه مجرد شهود هذا إن حضروا..كنا نظن مثلنا في ذلك مثل الرهائن الكوريين و أهاليهم و أيضا مثل حركة طالبان أن حكومة كابول تعتبر مسؤولة عن حياة هؤلاء الرهائن ربما لأنهم اختطفوا على أراضيها أو لأنها "الحكومة الشرعية" لأفغانستان طبقا لمجلس الأمن العتيد و حلف الناتو أي العالم الحر باختصار و بالتالي ستتصرف بطريقة تسمح بمقايضتهم و لو ببعض سجناء طالبان على الأقل..
كان من الطبيعي أن تتصرف حكومة قرضاي بهذا التجاهل تجاه رهائن أفغان و تبدو فكرة اختطاف مواطنين أفغان غبية لدرجة أن طالبان تقوم على الفور بقتل الأفغان الذين تختطفهم عادة مع مواطنين أجانب لكونهم غير ذي فائدة لكن حكومة قرضاي خيبت آمال الجميع بمن فيهم الضحايا و عوائلهم إضافة لحركة طالبان و هنا اضطرت حركة طالبان لأن تتصرف بمسؤولية خاصة تجاه حياة الرهائن على غير العادة و تحاول تأجيل أي قرار بصدد حياتهم محاولة التخلص من مأزقها هذا و من هؤلاء الرهائن بطريقة ما..طبعا لا داعي للسؤال عن ردة فعل حكومة كابول على اختطاف مواطنين أمريكان ( لا قدر الله ! )..لا فائدة من اتهام العبد الفقير أنه يدعو إلى شرعية الاختطاف فأنا كأي واحد من الأغلبية الساحقة م سكان الأرض لا علاقة لنا لا بالعير و لا بالنفير و نحن بالكاد نستطيع أن نمارس المشي و الجلوس في بيوتنا من دون كهرباء أو ماء حتى أحيانا و لا مجلس الأمن يهتم لما نريد و لا الثمانية الكبار و حتى ال 23 الصغار المتحكمين بعالمنا العربي الذين يقوم معظمهم باختطاف البلد تحت طائلة التدمير نعم تدمير البلد بالمعنى الحرفي و جر الخراب و الويل على العباد..
في بلدي سوريا الكثير من القوى السياسية المعارضة منها أو غير المعارضة تستمر في نصح النظام و حثه بصدق و إخلاص لافتين على التقرب من الشعب و فتح أبواب السجون و إطلاق الحريات و الحد من الفساد كمدخل لتقوية الجبهة الداخلية أمام ضغوط الخارج و شروطه لكنها لم تلق من النظام سوى آذانا صماء لم تلق بالا لمناشدات كل هؤلاء رغم أن النظام يتحدث طوال الوقت عن مواجهة المشاريع الأمريكية و الإسرائيلية..هكذا تتصرف الأنظمة و كأنها مؤتمنة على كرسي الحكم فقط أما الشعوب فلها الله و الله كريم
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية