بضعة كيلوغرامات من الأرز والسكر والبرغل والتمور والقليل من معلبات الأغذية هي كل ما استطاعت "أم قاسم" شراءه قبيل شهر رمضان.
وكما هو حال سوريين كثر في الداخل السوري، تتمسك الستينية النازحة في إحدى مخيمات النزوح بريف إدلب بتقليد شراء المواد الغذائية وتخزينها لاستهلاكها خلال شهر رمضان، لكنها اكتفت هذا العام بالقليل، إذ الأسعار مرتفعة جداً بالإضافة إلى عدم إمكانية حفظ اللحوم أو الخضار نتيجة انقطاع التيار الكهربائي.
"أم قاسم" هي واحدة من آلاف النازحين في الداخل السوري الذين يعيشون واقعاً مريراً مع دخول كل رمضان، وفي ظل ارتفاع نسبة الفقر والديون والنقص الحاد في المواد الغذائية، الأمر الذي جعل من الصعب تأمين الطعام خلال هذا الشهر الفضيل.
وككل رمضان تسعى الجهات الإغاثية لمساعدة هذه العائلات سواء من خلال تقديم سلال غذائية أو تحضير وجبات إفطار جماعية، ومن هذه الجهات "الرابطة السورية لحقوق اللاجئين" التي دأبت على تزويد المنظمات والجهات الإغاثية كل عام بالإحصائيات اللازمة بخصوص الأماكن الأشد حاجة في المخيمات والأرياف المكتظة سكانياً -كما يقول مدير مكتب الرابطة في الداخل "مؤيد شاكر".
ويشير "شاكر" لـ"زمان الوصل" إلى أن "منظمة "ihh" التركية أعدت هذا العام برنامجاً لتوزيع السلال الغذائية والتمور"، وهناك برنامج لتقديم المواد الإغاثية من هيئة إغاثة سوريا يُقدر بـ 20000 بالإضافة لبرنامج من داعمين عن طريق مؤسسات خيرية تقوم بتوزيع بعض وجبات الإفطار والسحور.
وأكد أن "الرابطة السورية لحقوق اللاجئين" تقدم مادة الخبز في مدينة "معرتمصرين" بالتعاون مع جمعية "إيلاف" للإغاثة والتنمية طيلة شهر رمضان على العوائل النازحة في إدلب مع كمية من التمور والمشروبات الطبيعية.
ولفت "مؤيد" إلى أن "ما يُقدم من إعانات ومساعدات إغاثية لا يكاد يكفي 10% من الحاجة الحقيقية، فهناك ما يقارب المليون والنصف نازح بالشمال السوري".
وأوضح أن "مخيمات النزوح في الداخل السوري تفتقر إلى برامج ودراسات بخصوص تقدير الحاجة الحقيقية لهؤلاء النازحين وبخاصة في شهر رمضان"، مشيراً إلى أن إدارات هذه المخيمات "تحولت إلى دكاكين ارتزاق بالتواطؤ مع موظفي المنظمات ضعيفي النفوس".
ونوّه محدثنا إلى أن "ما يمثل الربع من نزلاء المخيمات لا حاجة لبقائهم فيها لأن الجلوس في المخيمات بات باب استرزاق وخاصة في هذا الشهر الفضيل".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية