نشرت السلطات الدنماركية في الصحافة اللبنانية العام الماضي إعلانات وصفها البعض بالمضلّلة تدعو اللاجئين السوريين إلى عدم القدوم إلى الدانمارك، وهذا ما جعل هؤلاء اللاجئين يعزفون عن المجيء إلى الدانمارك وجعلهم لا يتخذونها أكثر من معبر إلى السويد أو فنلندا وتكشف هذه الإعلانات وغيرها من الإجراءات الصارمة التي تتخذها الدانمارك بحق اللاجئين السوريين عن حجم معاناتهم في هذا البلد الذي تحول إلى "ثكنة عسكرية ..لا شيء فيها سوى الفراغ وقسوة الوقت والوحشة والحنين والندم" بحسب وصف أحد لاجئيها القادم من حمص.
وأشار اللاجىء "زكي عبارة" الذي لجأ إلى الدانمارك - جزيرة شيلاند- قبل ثلاث سنوات إلى انعدام الاهتمام بشهر رمضان المبارك في الدانمارك في ظل ندرة المساعدات التي تقدمها الحكومة الدنماركية لطعام اللاجئين والتي لا تتعدى 100 يورو شهرياً، وهذا المبلغ -كما يؤكد- لايكاد يكفيهم لتأمين أبسط مستلزمات الطعام وتشتد هذه المعاناة في شهر رمضان.
ولفت عبارة إلى صعوبة أخرى تعترض اللاجئين وهي طول النهار في الدانمارك وضيق الوقت بين الإفطار والسحور الذي لا يتعدى الأربع ساعات"، مضيفاً أن "بعض اللاجئين ممن يقطنون في المدن الكبيرة يذهبون لصلاة المغرب في الجوامع ويفطرون هناك إذا لم يكن لديهم أحد من عوائلهم".
وأوضح محدثنا أن "الكثير من الجوامع في المدن الكبيرة تقيم إفطارات جماعية يقصدها اللاجئون للإفطار وأداء صلاة التراويح ثم يعودون إلى منازلهم ولا يلبث أن يحين موعد السحور".
واعتاد من يقطنون في الأرياف -كما يقول- على الصيام وأداء الواجب الديني في منازلهم لافتقار هذه الأرياف إلى جوامع، ولكنهم يحاولون خلق أجوائهم الرمضانية الخاصة من خلال الدعوات المتبادلة على الإفطار والسحور وبخاصة غير المتزوجين منهم.
وحاولت بعض المطاعم التي يرتادها مسلمون تغيير روتين دوامها فأصبحت تفتح أبوابها من آذان المغرب إلى آذان الفجر كي يتلاءم مع أوضاع الصائمين -حسب عبارة- الذي لفت إلى وجود مطعم لبناني خصص قاعة فيه للصائمين وبوفيه مفتوح بـ 100 إلى 150 كرون ولا يغيب عن هذا البوفيه التمر والحليب والعصائر إلى جانب أطباق اللحم والأرز.
ويفتقر اللاجئون السوريون في الدانمارك عموماً للأجواء الرمضانية التي اعتادوا عليها في بلادهم قبل اللجوء وخصوصاً أن الحكومة -كما يقول عبارة- لا تشجع الاهتمام بهذا الشهر"، لافتاً إلى أن "من يتولى السلطة الآن هو "حزب الشمال" ذو الأفكار اليمينية بالمناصفة مع "حزب الشعب الدانماركي" الذي يبدي مواقف متشددة تجاه اللاجئين ويعترض على وجودهم، وإن كان "الشعب الدنماركي" -كما يؤكد- يتفهم أوضاع اللاجئين ويحترم حرياتهم ولا حساسية لديه تجاه الصوم في رمضان أو غيره من العبادات.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية