قصفت طائرات حربية روسية "جيش سوريا الجديد" في منطقة "التنف" بعنف وأوقعت فيه خسائر كبيرة بالأرواح والمعدات، وسط توافر معلومات تؤكد مشاركة القاذفة النووية الاستراتيجية الروسية "tu-95" بالغارات على مواقع الجيش، الذي تلقى تدريبا أمريكية، جنوب شرق سوريا في مكان لا وجود للنظام فيه منذ سنوات.
وقال مصدر عسكري إن الحادثة سابقة من نوعا لأن "جيش سوريا الجديد" يقع تحت الحماية الجوية الأمريكية في ظل منطقة تمركز تقع على شاشات الرادار الروسية تحت منطقة النفوذ الأمريكي في سوريا.
* احتمالان
وأرجع المصدر إقدام روسيا على قصف جيش انشأته وسلحته الولايات المتحدة الأمريكية ويتمركز في منطقة النفوذ الأمريكية، إلى احتمالين لا ثالث لهما.
وأوضح أن الاحتمال الأول يقول "إذا اعتبرنا أن ليس هناك أي تنسيق عسكري لروسيا مع الولايات المتحدة، فيمكن القول إن روسيا مع علمها بأن جيش سوريا الجديد يتبع للأجندة الأمريكية في محاربة التنظيم، فقد قامت بقصفه عمداً وتحدياً للولايات المتحدة، ضاربة بعرض الحائط المخططات الأمريكية وقواها وجهودها في سوريا، وهذا ما سوف ينتج عنه تصعيد عسكري خطير بين الدولتين".
إلا أن المصدر عاد ليؤكد أن هذا الاحتمال "غير وارد البتة"، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا عسكريا وجويا وفضائيا كبيرا بين البلدين وتقسيما لمناطق النفوذ، والروس يعلمون أن "جيش سوريا الجديد" يتبع لأمريكا بشكل أو بآخر.
أما الاحتمال الثاني، وهو "الأكثر واقعية" حسب المصدر، وهو أن تكون الولايات المتحدة قد نسقت مع الروس وطلبت منهم قصف "جيش سوريا الجديد" لأسباب تخص العلاقة بين الجانب الأمريكي وقيادة "جيش سوريا الجديد".
وضمن هذا السياق نقل المصدر معلومات تفيد بأن العلاقة بين أمريكا و"سوريا الجديدة" "ليست على ما يرام"، لافتا إلى اغتيال أحد أهم حلفاء "جيش سوريا الجديد" منذ أيام، العقيد الركن "بكور السليم" قائد "ألوية الشهيد أحمد العبدو"، في حادثة تفجير انتحاري بخيمته من قبل أحد عناصر التنظيم.
وقال المصدر إنه "لو كان غير ذلك وكما يعلم المختصون أن سوريا بالكامل مكشوفة على مدار الساعة فضائياً ورادارياً من قبل الأمريكان ولو أن الهجوم غير مخطط مع الأمريكان لكان هناك تحذير بعدة طرق للروس من قبل الأمريكان بألا يقتربوا من تلك المنطقة"
وذكر أن المنطقة واقعة تحت حماية بطاريات "باتريوت" الأمريكية في الأردن فضلا عن الطيران الأمريكي، مرجحا أن يكون هناك توافق أمريكي -روسي على كل ما يجري في سوريا.
* هوية "جيش سوريا الجديد"
تم الإعلان عن تشكيل "جيش سوريا الجديد" في 10/11/2015 من مجموعة تقدر بنحو 500 عنصر تم تدريبهم على يد مدربين أمريكيين في دولة عربية وتسليحهم بأسلحة غربية بالكامل ومعظمهم من مدينة دير الزور وريفها بقيادة المقدم "مهند طلاع"، وذلك بهدف محاربة تنظيم "الدولة" الذي حارب فصائلهم هناك وطردهم من ديارهم وأعدم الكثيرين منهم ذبحا بالسكاكين بريف دير الزور بحجة "الردة"، حسب المصدر العسكري.
وأضاف: "إن جيش سوريا الجديد يتمتع بحماية جوية من قبل طيران التحالف العربي الغربي وبالأحرى طيران الولايات المتحدة الأمريكية وقد توفر مقرات لها ومراكز إقامة دائمة له في البادية السورية في منطقة التنف السورية وبنفس مقرات تنظيم (القاعدة) التي انشأها حافظ الأسد وابنه بشار للتنظيم هناك والتي كان يقيم فيها (أبو مصعب الزرقاوي) وجماعته قبل أن يذهب ويقتل في العراق".
وأشار المصدر إلى وجود عناصر بريطانية وأجنبية تتمركز مع "جيش سوريا الجديد" في تلك المنطقة حديثاً، علما أن معسكرات جيش سوريا الجديد تقع ضمن المدى المجدي لبطاريات صواريخ "باتريوت" الأمريكية في الأردن.
واستعرض المصدر نفسه أهم أعمال "جيش سوريا الجديد" العسكرية، مؤكدا أنه شن في 5/3/2016 هجوما خاطفا على معبر "التنف" الواقع تحت سيطرة التنظيم، مدعوما بالطيران الغربي، وأدى الهجوم إلى طرد التنظيم من منطقة المعبر شمالا وغربا.
وشارك في هذا الهجوم قوات من فصيل "أسود الشرقية" و"ألوية أحمد العبدو" اللذين يعتبران من الحلفاء الحقيقيين لـ"جيش سوريا الجديد" في تلك المنطقة ويحملان نفس الهدف تقريباً.
عقاب مالك - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية