رغم أن ماليزيا لم توقّع على اتفاقيات استقبال اللاجئين إلا أن أعداداً من السوريين لجؤوا إليها هرباً من ظلم النظام، وبسبب عدم حاجتهم للفيزا للدخول إليها، ويُقدر عد اللاجئين في ماليزيا بأربعة آلاف لاجئ يواجهون صعوبات تتعلق بأوضاعهم القانونية والانخراط في المجتمع وصعوبة التأقلم والحصول على أساسيات الحياة، خصوصاً مع تخلي الأمم المتحدة عن تقديم أي مساعدات مادية لهم وامتناعها عن منحهم وثيقة لاجئ.
وأقصى ما يحصلون عليه هو بطاقة "تحديد موعد المقابلة" نظراً لأن القوانين الماليزية لا تسمح باستقبال اللاجئين وتعتبر إقامتهم مؤقتة، ويحصل اللاجئ على مساعدة واحدة طوال السنة من إحدى الجمعيات الخيرية المنتشرة هناك وتحتوي هذه المساعدات عادة على زجاجة زيت للقلي وبطاطا وسكر وشاي وحليب وطحين ومعلبات رب البندورة وحمص وفول وثوم وبصل وأرز، ما يجعل الحياة صعبة بالنسبة لهم وبخاصة في شهر رمضان المبارك فيضطرون للاكتفاء بأطعمة ومشارب بسيطة أو يذهب بعضهم إلى المساجد التي توفر وجبة إفطار عبارة عن حساء الأرز مخلوطاً بالبهارات الخاصة واللحوم والخضراوات المختارة، ولا يظهر هذا الصنف من الطعام غالبا إلا في رمضان.
كما توفر هذه المطابخ أيضاً وجبة سحور خفيفة -كما يؤكد اللاجئ "مصطفى مرار"- لـ"زمان الوصل".
ويضيف "مصطفى" الذي يعيش منذ سنتين بعيداً عن عائلته في "كوالامبور" إن "حياة اللاجئين في ماليزيا تخلو من المباهج الرمضانية التي اعتادوا عليها باستثناء صلاة التراويح، مشيرا إلى احتواء مساجد ماليزيا على مطابخ خاصة تعد الوجبات للصائمين وهي على الأغلب وجبة من الرز واللحم أو الدجاج، إضافة إلى العصائر الطبيعية، وأكثر مرتادي هذه الموائد هم من اللاجئين العزّاب أو من هم دون عائلاتهم وليس لهم من خيار سوى المساجد.
ولفت محدثنا إلى أن اللاجئين في ماليزيا لم يعودوا يشعرون بنكهة شهر رمضان جمالياته الروحية والمادية بسبب ضيق الأحوال وقله العمل وخاصة بالنسبة للعائلات.
ويعيش عدد كبير من اللاجئين العرب ومنهم السوريون فيما يشبه التجمعات السكانية المنعزلة بعيداً عن الأحياء الماليزية لصعوبة اللغة والكثير من الماليزيين لا يتحدثون الإنجليزية، عدا العادات التي لا تتناسب مع عادات هؤلاء اللاجئين ولا تشبههم إلا في نوعية اللباس".
وكانت الحكومة الماليزية قد استقبلت أواخر أيار الماضي 68 لاجئاً سورياً من بينهم 31 طفلاً من أصل ثلاثة آلاف لاجئ تأمل بإيوائهم مع ترقب وصول مئات آخرين قريباً.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية