لم تتغير حال سكان ريف الحسكة الجنوبي، بعد سيطرة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، بل ازداد الوضع سوءاً عمّا كان عليه خلال سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية"، فالمتغير الوحيد، هو تحول الخوف من عقوبات التنظيم والغارات الجوية إلى الخوف من اعتقالات "القوات الديمقراطية" وتجنيدها للشباب هناك، عبر الإغراء بالمال أو التلويح بالاعتقال بحجة الانتساب للتنظيم. فيما لا تزال الأوضاع المعيشية سيئة حتى مع حلول شهر رمضان، وسط ارتفاع أسعار المواد الغذائية وندرتها في أسواق النواحي الجنوبي، مع غياب الخدمات وانقطاع التيار الكهربائي والاتصالات، إلى جانب نقص في مياه الشرب.
*تجنيد وبطالة
وأفاد الناشط أحمد العلي، بأن الأهالي يخشون حتى الاتصال عبر تطبيقات الإنترنت للهواتف المحمولة، خاصة بعد أن شنّ تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، حملة دهم واعتقال في حارة "الخشوف" بمدينة "الشدادي"، بحجة وجود عناصر من تنظيم "الدولة" في الحي.
وقال الناشط لـ"زمان الوصل": "إن قوات سوريا الديمقراطية تحابي العائلات التي تدفع أحد أبنائها للانضمام إليها في مسألة توزيع الخبز وغيرها من المواد الأساسية، فالأولوية تكون للمنتسبين إليها، الأمر الذي دفع العشرات من الشباب ليسارعوا إلى الانتساب لهذه القوات طمعاً بالحصول على ما تحتاجه عائلاتهم بسهولة أكبر.
وأضاف "العلي" أن "قوات سوريا الديمقراطية"، تشن حملات اعتقالات للشباب خلال مرورهم على حواجزها العسكرية، بهدف تجنيدهم للقتال ضد تنظيم "الدولة"، ما جعل بيوت الأهالي عبارة عن سجن لأبنائهم داخل السجن الكبير في مدينة "الشدادي"، فأغلب الشباب التزموا المنازل خوفاً من التجنيد.
وفي المجال الصحي، توقفت حملات اللقاح في المنطقة، فيما تحولت جميع المراكز الصحية إلى نقاط عسكرية تابعة لـ"وحدات الحماية الكردية"، أكبر الفصائل في تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، بما فيها مشفى "الشدادي" الحكومي بعد مصادرة محتوياتها، ما دفع السكان إلى التوجه إلى مركز الحسكة لتلقي العلاج.
كما تفشّت البطالة في مناطق الريف الجنوبي للحسكة، حيث كان يعتمد السكان على صناعة النفط بالدرجة الأولى وهي متوقفة حالياً، وبالدرجة الثانية على الزراعة، التي تضررت بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستخدم في تشغيل مضخات الآبار لاستخراج المياه الجوفية، إلى جانب جفاف نهر الخابور، حسب مصادر محلية.
وذكرت المصادر، أن عدم توازن دخل الفرد مع ارتفاع أسعار المواد الجنوني، دفع الكثير من الناس لقطع مسافات كبيره لترك مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، للاتجاه نحو مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، أو إلى خارج البلاد عبر الاستعانة بمهربين.
*تفشي "الحمى القلاعية"
وتحدث أحد مربي الأغنام، فضل عدم ذكر اسمه، أنه لجأ إلى بيع نصف القطيع من أجل توفير الأعلاف له، بعد ارتفاع أسعارها وارتباطها بارتفاع وانخفاض سعر الدولار الأمريكي أمام الليرة، لافتاً إلى انتشار مرض الحمى القلاعية بين الماشية وعدم توفر العلاج اللازم، ما جعل أسواقها تركد بعد نفوق الكثير منها.
يذكر أن "قوات سوريا الديمقراطية"، سيطرت بدعم من طيران التحالف سيطر في شباط/فبراير الماضي، على مدينة "الشدادي" وبلدة "العريشة"، ضمن حملة عسكرية ضد تنظيم "الدولة"، أطلق عليها اسم "غضب الخابور"، لعب فيها طيران التحالف الدولي دوراً كبيراً.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية