أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مدخنون أثناء الصيام .. ممنوع الاقتراب والتصوير

يظل أغلب المدخنين في رمضان كلغم قابل للانفجار في أي لحظة - زمان الوصل

أولى ضحايا ترك التدخين القسري في رمضان وخصوصا في الأسبوع الأول، مزاج يميل إلى العداونية والعصبية الزائدة، وذلك بسبب الانقطاع القسري عن السيجارة خلال ساعات الصيام الطويلة، التي تبدأ من السحور وتنتهي عند الإفطار بمدة قد تتجاوز 17 ساعة، هنا في لبنان.

الانقطاع عن لفافة التبغ كما تقول الطبيبة "رفيدة الزعبي" الأخصائية في أمراض الدم يسبب عدم دخول مادة "النيكوتين" إلى رئتي المدخن وبالتالي يتسبب بنوبات العصبية والغضب والانفعال التي تبدو على المدخنين الذي يؤدون فريضة الصيام، وهي نوبات غالبا مايدفع ثمنها أفراد الأسرة الذين يصبحون هدفا سهلا ليفرغ المدخن فيه تلك الشحنات الانفعالية التي تعصف بمزاجه أثناء الصيام. 

*ما هو النيكوتين؟
تقول "الزعبي": "النيكوتين مركب عضوي شبه قلوي سام، وهو سائل زيتي القوام ذو رائحة قوية وطعم حار محرق عديم اللون عندما يكون نقيا، ويصفر لونه بالهواء، ثم يصبح بنيا فيما بعد، وتعمل جرعات النيكوتين التي يأخذها المدخن إلى الشعور بالسكينة والهدوء والشعور بالدوخة، حيث يقوم بإيقاف أحد وظائف الأعصاب وهي الوظيفة "الودية واللاودية" مما يؤدي لحدوث ما يشبه الخدر والشلل لدى المدخن. 

تتابع "الزعبي" "يؤدي النيكوتين للإدمان ولظهور رغبة قوية من المدخن لمتابعة تناولها واعتياد فيزيائي ونفسي شبه تام عليها، لذلك ما إن يعرض المدخن المدمن عن السيجارة لفترة طويلة كما في حالة الصيام حتى تبدأ بالظهور عوارض العصبية والهيجان والعدوانية تظهر في سلوكه لأتفه الأسباب".


*"خرمة" فمشاجرة فطرد من الخيمة
"زمان الوصل" التقت "علي" (18 عاماً) اللاجئ من قرى منطقة القصير في مكان "الحرد" الذي اختاره ليروح به عن نفسه "عند عائلة صديقه وسيم" بعدما تفاقمت المشكلة بينه وبين والده أبو على (55) عاماً.
يقول "علي": "أبي يدخن بشكل كبير، يستيقظ كل يوم عند السادسة صباحا وقبل أن يفطر يبدأ بالتدخين وشرب المتة، وهو أب مسالم ولا يحب الشجار كثيراً، لكنه ومع دخول شهر الصيام، افتعل معي شجارا شديدا لم أكن أعلم سببه، تخلله الكثير من العصبية والتشنج، كان ذلك عند العاشرة صباحا، ولم يكتف بالشجار معي بل امتد شجاره ليطال كل أفراد العائلة".

يضيف "علي": "لا أعرف إن كان ذلك بسبب حالة "الخرم" للسيجارة التي كانت تسيطر عليه أم أن هناك سبب آخر".

*مدخن صائم =لغم
تؤكد اللاجئة "أم عدي" من بلدة "السحل" في القلمون الغربي ما ذهب إليه المراهق الحردان "علي" حيث تتحاشى هي الأخرى إزعاج زوجها المدخن في فترة الصيام أو الدخول معه في أي حوار لعلمها بردة فعله الشرسة عند يكون صائما والتي جربتها مرة، إذ تقول إنها "أكلت بهدلة" لن تنسى طعمتها ما دامت على قيد الحياة.

أما المدخن "أبو طراد" (40 عاماً) من بلدة "قارة" فيقول لـ"زمان الوصل" إنه يفضل أن يمضي نهار صيامه نائما ما أمكن ليتحاشى التعصيب على أفراد عائلته من جهة، ولينسى شوقه وشغفه للسيجارة من جهة أخرى.

يظل أغلب المدخنين في رمضان كما تقول "أم عدي" كلغم قابل للانفجار في أي لحظة، وأفضل طريقة للتعامل معهم هو تفادي الاقتراب منهم كأنهم منطقة عسكرية كتب على مدخلها "ممنوع الاقتراب أو التصوير".

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(140)    هل أعجبتك المقالة (126)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي