جرح عنصران من دورية أمن عند دوار "هارون" بمدينة اللاذقية أمس، عندما ألقى شخص مجهول قنبلة على السيارة التي تقلها، وفر هاربا على مرأى من عابري الدوار، حسبما أوردت صفحات موالية للنظام.
ونقلت أن مدنيين ألقوا القبض على الشخص الذي رمى القنبلة في حي "أم إبراهيم" المجاور، وكان يحمل حزاما ناسفا "لم يبادر إلى تفجيره".
الرواية كما نقلها إعلام النظام لم تقنع الكثيرين ورأوا فيها تضليلا يحمل أهدافا امتنع البعض عن الخوض فيها، فيما قال المحامي "سليمان حسون" "إن ما جرى اليوم والتفجيرات السابقة يحمل بصمات النظام، أو يشير إلى تساهل متعمد منه لإحداث بلبلة في صفوف الموالين تجعلهم في حالة استنفار دائم".
وسخر "حسون" من رواية إعلام النظام مشيرا إلى أن "الإرهابي" المزود بحزام ناسف "هو شخص مستعد لتفجير نفسه ولا يسمح بالقبض عليه" وتساءل "لقد شبعنا من أكاذيبه، سبق وأعلن عن القبض على إرهابي مزود بحزام ناسف في جبلة، ليتبين أنه جندي في صفوف النظام ولا يحمل حزاما ناسفا".
وفي حديث لـ"زمان الوصل" أبدى "حسون" استغرابه قائلا "ما هؤلاء الإرهابيين الذين يتركون النظام يقبض عليهم، هل هم أغبياء لهذه الدرجة أم أنهم ممثلون جهّزهم أمن النظام فزاعات لأنصاره؟".
وشهد مدينتا جبلة وطرطوس الشهر الماضي تفجيرات أودت بحياة المئات، كما شهدت مدينة اللاذقية مقتل مدنيين على أيدي عناصر حاجز "الدعتور" الأسبوع الماضي، اتهم فيها النظام "الإرهابيين" فيما لم تخفِ صفحات موالية علمها بأنها من عمل النظام، ونفذها لغايات متعددة.
وطرحت صفحة "أخبار طرطوس" عقب تفجيرات المدينة تساؤلا اعتبره متابعون جريئا "كيف استطاع انتحاريون عبور عشرات الحواجز قبل الوصول إلى جبلة وطرطوس؟"، وأجابت عن تساؤلها "إما أن شراء عناصر الأمن والجيش يسهل بالمال أو أن أوامر أعطيت لهم من جهات عليا لتسهيل عبور الانتحاريين".
لكن التساؤل والإجابة عنه تم حذفه بعد أقل من أربع ساعات على نشره.
*زيادة الحقد
وعلى الطرف المقابل يرى معارضون أن النظام يهدف من وراء هذه التفجيرات والأحداث المفتعلة لإثارة غضب أنصاره على النازحين من مدن الداخل إلى الساحل، ودفعهم للضغط عليهم وتهجيرهم تمهيدا لإقامة "الكانتون العلوي" في الساحل.
ويوافق هذا الرأي المحلل السياسي والعسكري "طارق حاج بكري" الذي أشار إلى أن أكثر من 2000 نازح حمصي غادروا مدينة طرطوس عقب التفجيرات التي حدثت في المدينة، وما تلاها من هجوم على مخيم "الكرنك" وأحياء أخرى يقطنها نازحون أودت بحياة 7 منهم.
ولفت "حاج بكري" في حديث لـ"زمان الوصل" إلى تركيز وسائل إعلام النظام قبل أيام على خبر العثور على مادة "السيفور" وأسلحة رشاشة وقنابل يدوية في مدينة "الشيخ بدر" التابعة لطرطوس بحوزة نازح حلبي، وأشار إلى أن كل هذه الأحداث تصب في خانة تصعيد غضب أنصاره على النازحين.
ويرجح مراقبون زيادة مثل هذه "التمثيليات ذات الإخراج الرديء" وصولا للهدف النهائي الذي وضعه النظام وهو التطهير الطائفي في الساحل السوري.
يذكر أن الساحل السوري يضم خليطا واسعا من الطوائف والقوميات، إضافة لوجود ما يزيد على مليون نازح غالبيتهم من مدينتي حمص وحلب.
عبد السلام حاج بكري -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية