دمعـــــــــــــــــة على رغيف الخبز .... كريم الدين فاضل فطوم

جلست في الركن الموحش من الزمن المــــــــــــــــــــر أتفـقـــــد ثنايا العمـــــــــــــر
على صوت الصفير المألوف لقطــــار حياتي , هو يمزق صمتي , يخترق حزني
ويحرق فؤادي ., هو يدميني ...... يطفىء ما تبقى من نور عيناي لكي لا أبصر
ملامح الأشياء ..., هـــو لا يدرك ما أدرك ., ولا يعرف من الدنيا ماأعرف , هــو
يحمل الصلابة والقسوة ولا يفهم , ولن يفهم , هو يرى البعيد قبل القريب ...يمشي
المسافات لا يحني هامته للماء غذاءه النار ....كل المستطيلات تدور ..تدور في الزوايا ,
تغني طرباً وهـــو يغني .....يقاسمني صمتي في ركني الموحش ...ويشهق بقدسية لا
مثيل لها يداعب شفتاي ....يجبرني على الوقوف بين الحزن والحزن ..هــو لايفهم !
ياصاحبي : بين الحزن والحزن قصتي المجنونة تكمن ...., بين قطعتيك فرحي يكمن
لا تبكيني , خرجت من المستحيل , فالبعد بين كل الأشياء بعــد , ولا
بعد بين من يَعشق ويُعشق , لا تبكيني ..فأنت من جعل رغيف خبزي
مقطعاً يحاول النوم بين شفاهي قبل وصول الدمعة ... من عيني ,
دعني أتابع الجلوس ولو في الركن المظلم الموحش أقلب صفحات ذكرياتي وأبني
حباً من أحرف عشق خرج من البعيد ليسكن عشـــاً من المستحيل لقياه ....
وأزغرد لمجرد الفرح وأنسى دمعاتي على رغيف الخبـــز .