أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"عبيد" المسيحي ثم المسلم.. من مذبح الكنيسة إلى مذبح الخيمة

"أحمد" التحق بالثورة منذ أيامها الأولى - زمان الوصل

"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" ترنيمة لطالما قرأها "عبيد" وسمعها من الإصحاح الرابع من إنجيل "متي" قبل أن يعتنق الإسلام مع بدايات الثورة في سوريا، ترنيمة تبدو له الآن وهو يقف وراء عربة بيع "عرانيس الذرة" المتواضعة الخاصة به في هذا الحر الحارق ضربا من الطوباوية والمثالية الحالمة، فالأحلام كما يقول اللاجئ "عبيد" لم تعد أحلام "أقليات" جلها السياحة والحفلات وشراء الملابس أو السيارات بل تحولت لأحلام "أكثرية" هجرتها براميل النظام عن ديارها وحصدت ترسانة الجيش من أبنائها ما حصدت أحلام أقصاها رغيف خبز، وأدناها خيمة لا تدخلها الأحلام وذكريات الراحلين. أمضى "عبيد عبيد" وهو ابن عائلة مسيحية من منطقة "القصير" طفولته مع أقرانه المسلمين المجاورين لمنزلهم، تقاسم معهم "عروسة الزعتر"، ووجبات الحلوى، وثمار المشمش التي كانوا يسرقونها من حوش العجوز "أم جوزيف الطرشة"، وعندما بلغ الـ 35 من عمره قرر أن يشاركهم عقيدتهم وعباداتهم، فأعلن إسلامه، وتقدم بأوراقه للمحكمة الشرعية ليغير اسمه إلى "أحمد".

لم تمر مواقف "أحمد" وهو الذي التحق بالثورة منذ أيامها الأولى مرور الكرام، فبالإضافة للمضايقات الكثيرة التي تعرض لها من الأفرع الأمنية التي ترى في الحراك الديني بين الطوائف سابقة خطيرة، كما يقول، فقد تعرض أيضا لتهديدات ومضايقات متكررة من رعايا الكنيسة التي كان أحد المؤمنين بها، بسلبه "زوجته" عنوة وخطف ولديه منها فارس وفادي.

*من ثالوث الكنيسة ..لثالوث الخيمة
"أحمد" الذي قرر أن يكمل حياته حنيفا مسلما مع من تهجر من مدينته "القصير"، وجد نفسه تحت وطأة ثالوث جديد "فقر وجوع وحاجة" ثالوث ما برح يخيم فوق خيمته هنا في إحدى مخيمات لبنان، وخصوصاً أن "أحمد" الذي استساغ ما حلله له دينه الجديد من "مثنى وثلاث ورباع" إذ أقدم على الزواج مرتين.

عائلة "أحمد" التي لم يكتب لها بعد أن تنجب الأطفال، وعلى صغرها تشكل هما له، فعربة "بيع العرانيس" المعيل الوحيد له ولزوجتيه توقفت بسبب دخول شهر الصيام الذي يواظب "أحمد" على صيام نهاره وقيام ليله.

بطلب من "أحمد" زارت "زمان الوصل" خيمتيه، ولم تكن مشكلة هذه العائلة على قدر من الأهمية كما يقول، فخلاصة مشكلته تتجسد في عدم مقدرته على تأمين اسطوانة غاز يعد عليها طعام الإفطار في رمضان، بدلا عن "غاز السفير" الذي يستخدمه منذ لجوئه إلى لبنان.

هو ضيق يدفعه للتساؤل في بداية دخول هذا شهر الصيام، من منا لم يقرأ قوله تعالى "إنما المؤمنون إخوة"، من منا لم يقرأ حديث نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به"، طالباً من إخوته أن يشعروا بأوجاع بعضهم، حتى يمكنهم الله من النصر، ورفع الظلم عن كل سوري شردته الثورة وهجرته عن منزله وأرضه.

شاهد التقرير 


عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(132)    هل أعجبتك المقالة (113)

محمد علي

2016-06-11

المصيبة تكمن في الدولة اللبنانية التي تمنع من وصول المعونات او الحضور شخصيا الى لبنان ،،، ارشدونا كيف الاتصال باحمد او غيره من اخوتنا ،،،،.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي