أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"ترف" رمضان في مخيمات اللجوء.. نايلون لحفظ الطبخة والكتان لتبريد الماء

للسنة السادسة على التوالي يصوم اللاجئون هنا في لبنان - زمان الوصل

مع دخول فصل الصيف مخيمات اللاجئين في لبنان، وبدء شهر رمضان المبارك، تظهر أمام العائلة السورية المقيمة في الخيمة مشكلة جديدة تضاف إلى همومها، وهي كيفية تخزين "الطبخة" وحفظها من التلف والفساد مع غياب وجود "ثلاجة" تحفظ الطعام من حرارة الطقس المرتفعة.

تقول اللاجئة "أم منهل" (ربة خيمة) وأم لـ 6 أولاد إن حرارة حزيران المرتفعة تزيد من تعرض ما يتبقى من طبختها للتلف والفساد، وهي بذلك تكون أمام خيارين، إما أن تضحي بطبختها وترميها في القمامة، وهي التي كلفتها جزءا من دخل عائلتها الذي لا يحتمل أصلاً مثل هذه المغامرة، أو أن تبحث عن بديل يساعد على حماية ما بقي من طبختها لتأكله العائلة عند الإفطار، وذلك باستخدام كيس النايلون "حيث تلف به القدر" الذي يحتوي على الطبخة وتمنع عنه دخول الهواء وأشعة الشمس ووضعه في مكان ظليل ريثما يحين آذان المغرب ليتم تقديمها من جديد على وجبة الإفطار.

تضيف "أم منهل" أن هذه الطريقة لا تصلح لحماية جميع الأكلات من الفساد والتلف، وخصوصا مادة "اللبن" و"الحمص الناعم" فهي سرعان ما تفسد مع ساعات الظهيرة الأولى، إذ تصل أشعة الشمس لأعلى مستويات حرارتها. كذلك اللبنة واللحمة غير المطبوخة و"الفروج بالمرقة" ومكعبات الزبدة والفول المسلوق كذلك سرعان ما تتلف وبالتالي يجب رميها لأنها تصبح مضرة وغير صالحة للأكل مجددا.


*ترف مكعبات الثلج
أما عن طريقة تبريد الماء بغياب الثلاجة فيلجأ اللاجئون عموما لطريقة بدائية واحدة وهي تغليف العبوات البلاستيكية، "القناني" التي يستخدمونها في الشرب بقطع قماشية سميكة من القنب أوالكتان أو الصوف على الأغلب، ويصار لخياطة القطعة القماشية حولها ثم تعبأ بالماء عند العصر تقريبا وتعلق في مكان ظليل لا تصله أشعة الشمس، ويكون عرضة لنسمات الهواء على أن يتم رشها بالماء كل فترة للحفاظ على القطعة القماشية المحيطة بالعبوة البلاستيكية مبللة بشكل دائم، وهكذا وبعد ساعات تنخفض درجة حرارة المياه داخل العبوة وتصبح صالحة للشرب عند الإفطار.

تقول"أم منهل" اللاجئة من بلدة "يبرود" إن بعض العائلات في المخيم تتغلب على مشكلة تبريد الماء في رمضان بشراء مكعبات الثلج من الباعة المتجولين بشكل يومي، لكن هذا الحل ليس بمقدور الجميع التنعم به، فرغم أن أسعار مكعبات الثلج ليست باهظة، إلا أن أغلب العائلات تعجز عن هذا الحل الذي ترى فيه تبذيراً وضرباً من ضروب الرفاهية الزائدة وخصوصاً أن حصة الفرد من الأمم 27 دولار شهريا، وهي لا تكفي بطبيعة الحال لتوفير الخبز، وفي حال توفر ثلاجة في أحد الخيام، وهذا من النادر جدا كما تقول "أم منهل"، فإنها تصبح مستودعاً لكل الجارات القريبة منها، فتتحول لصيدلية لوضع أدوية أطفال المخيم، والطبخات الحرجة التي لا تحتمل الحرارة الزائدة، ومادة الحليب الذي تستخدمه المرضعات اللاتي جف حليبهن لإطعام أطفالهن.


*رمضان السادس 
للسنة السادسة على التوالي يصوم اللاجئون هنا في لبنان بعيداً عن وطنهم، يفطرون الحسرة، ويتسحرون الحنين، ولسان حالهم يقول:
عام تولى فعاد الشهر يطلبنا كأننا لم نكن يوما ولا كانا
حفت بنا نفحة الإيمان فارتفعت حرارة الشوق في الوجدان رضوانا
ونسأل الله في أسباب جنته عفواً كريماً وأن يرضى بلقيانا.

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(103)    هل أعجبتك المقالة (99)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي