يحرص السوريون في مخيمات لجوئهم على إحياء شهر رمضان والاحتفاء به رغم الظروف الصعبة التي يعيشونها ورغم افتقارهم لبهجة الاجتماع حول طاولة الإفطار والسحور وفرحة اصطحاب الأهل والأصدقاء إلى صلاة التراويح وغياب مظاهر لطالما ميّزت هذا الشهر كـ"فانوس رمضان" وأشكال الزينة وصوت طبلة "المسحراتي" ودوّي مدفع الإفطار.
"رمضان اللجوء" زاوية جديدة تواكب فيها "زمان الوصل" هذا الشهر الفضيل وتسلط الضوء على يومياته في حياة اللاجئين والنازحين وما صدى التبدل الذي يطرأ على سكان هذه المخيمات عند دخول رمضان على المجتمعات المضيفة بخاصة الدول الأوروبية ودور المنظمات الإغاثية والجمعيات الخيرية في تأمين متطلبات اللاجئين في هذا الشهر الكريم.
مع بدء شهر رمضان تمتلئ مساجد مخيم "تل أبيض" التابع لمدينة "أورفا" التركية بمؤديّ صلاة التراويح ومرتادي حلقات ختم القرآن الكريم وقيام الليل، ونظراً للحر الشديد يلزم الكثير من اللاجئين خلال نهارات الشهر بخيامهم ومنهم من يلزم المساجد اتقاء للحر أو يحضر ما تيسّر من دروس دينية فيها –كما يقول الشيخ محمود–أحد سكان المخيم.
ويشير إلى أن "أبناء المخيم يملؤون عادة المساجد في صلاة الفجر وينامون من بعدها". علماً أن الأنوار-كما يؤكد- لا تُطفأ طوال الليل في المخيم".
ومع بداية رمضان تنشط الهيئات الإغاثية في توزيع السلال الغذائية من حبوب وسكر ومعلبات، فيما تنظم هيئات أخرى موائد رمضانية جماعية.
ولفت محدثنا إلى أن أكثر المساعدات الإغاثية التي توزع على قاطني "تل أبيض" مقدمة من الأتراك وتأتي عن طريق الإدارة التركية وباسمها وبعض هذه المساعدات -حسب محدثنا- بمبادرات فردية، مشيراً إلى أنه اتفق في أحد الرمضانات مع أحد فاعلي الخير وتم توزيع 10 طن تقريباً من التمر على الخيم البالغ عددها 5500.
ونوّه محدثنا إلى أن "أغلب الجمعيات الخيرية في "أورفا" توجه جهودها لمخيمات الداخل". لافتاً إلى أن "الموجود من خدمات في مخيم تل أبيض يصنف ضمن الحد الأدنى أو الأوسط للمعيشة الذي يحقق الكفاف للقاطنين فيه سواء في رمضان أو غيره من الشهور".
ولا تخلو حياة المخيم في رمضان من وسائل تسلية كارتياد ملاعب كرة السلة والطائرة والقدم وبخاصة بعد فترة الإفطار وصالات الـ"بينغ بونغ" ولعبة القبائل الإلكترونية التي غزت المخيم، ومن غير المعروف -كما يقول محدثنا- إن كان ممارسو هذه اللعبة سيعقدون الهدن في رمضان أم سيكملون "كلاش أوف كلانس".
ويقع مخيم "تل أبيض" قرب مدينة "اقجقلا"، ويبلغ عدد قاطنيه 27000 لاجئ تقريباً أغلبهم هربوا إثر دخول تنظيم "الدولة" إلى الرقة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية