وصفت صحيفة بريطانية بثينة شعبان مستشارة بشار بالأسد بـ"البغيضة" التي تستحق لقب "ماري أنطوانيت العصر الحالي"، بعدما أنكرت وجود حصار وتجويع تمارسه قوات "سيدها" بحق السوريين في بلدات ومناطق مختلفة.
وفي تقرير نشرته جريدة "ذي تلغراف" ، وتولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما فيه، نقلت الجريدة عن "شعبان" قولها خلال مداخلة لها في النادي الوطني للصحافة بواشنطن إنه "ليس هناك حاجة" للمساعدات الغذائية في سوريا، وإن النازحين وسكان المناطق المحاصرة بغنى عن "المعكرونة" و"الفواكه المعلبة" التي تقدمها الأمم المتحدة.
ونوه التقرير بأن مدينة مثل داريا تتعرض لحصار مطبق وخانق منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2012، ومع ذلك لم يسمح النظام إلا بمرور قافلة مساعدات إليها، لم تتضمن أي طعام، تحقيقا لشعار "الجوع حتى الركوع" الذي استله بسار الأسد كسلاح في وجه المناطق الثائرة.
ولم تكتف "شعبان" بإنكار وجود جوع في المناطق المحاصرة، بل ذهبت –بكل سرور- إلى وصف داريا بأنها "سلة غذاء دمشق"، وبالتالي فلا مجال لوجود مجاعة فيها أو نقص للطعام.
وقال التقرير إن القسوة والكذب اللذين ظهرت بهما مستشارة بشار، أثبتا كيف يتحول تسليم المساعدات في ظل أسوأ أنظمة العالم حكما.. كيف يتحول إلى لعبة معيبة إلى حد لا يطاق، خاصة عندما يتم استجداء نظام بشار للسماح بإطعام السوريين وإيصال المساعدات لهم.
ورأت "ذي تلغراف" أن سياسة التجويع المتبعة من قبل النظام، تحيل المناطق المحاصرة إلى وضع يشبه وضع القرى الجبلية في القرون الوسطى خلال حرب المئة عام، علما أن قوات بشار تحاصر 49 منطقة في سوريا، وفقا لـ"سيج ووتش" المنظمة المختصة بمراقبة حالات الحصار.
وأضاف التقرير: هناك 3 مناطق أخرى مسيطر عليها من قبل النظام ومحاصرة من قبل مجموعات مختلفة، بما فيها تنظيم "الدولة"، ومن الغريب جدا أن النظام ليس لديه مشكلة مع الأمم المتحدة (لا يعترض) لتزويد تلك المناطق بالطعام.
أما في المناطق الـ49 التي يحاصرها النظام، فالهدف واضح ويتمثل في تجويع المقيمين فيها حتى الرضوخ، ومن هنا يصر النظام على استبعاد المساعدات، وخاصة المواد الغذائية.
وقالت الصحيفة إن النظام يمارس لعبة مملة ومألوفة، تبدأ بالتذرع بحق السيادة، من أجل جعل الجميع يحصلون على موافقته قبل تسليم المساعدات، متسائلة إن كان هذا الحق يعني حق الحكومة في تجويع شعبها، وهل التصدي للإمبريالية الذي يطرحه النظام شعارا في خطابه لعرقلة المساعدات، يعني محاربة الأطراف والدول التي تريد تأمين الطعام للجائعين!
أما المرحلة التالية من اللعبة، فتتمثل في إبداء استعداد لمرور إمدادات الإغاثة، لكن فقط إذا تم الحصول على نصيب منها.
وحاولت "ذي تلغراف" الإجابة عن كيفية إنهاء هذه اللعبة المأساوية التي يمارسها النظام، منوهة بأن الحل يكمن في استجماع العالم لإرادته، واتخاذ خطوات عملية بإسقاط المواد الغذائية عن طريق الجو، مع أو بدون إذن النظام.
يقول ضابط بريطاني كبير سابق في سلاح الجو يدعى "هاميش دي بريتون غوردون" إن طياري بلاده يمكنهم إسقاط 5 أطنان من المياه والمواد الغذائية على أرض بحجم ملعب تنس (في إشارة إلى دقة عمليات الإسقاط)، عبر طائرات شحن هريكوليس تنطلق من قبرص، ويعقب: "يمكننا إسقاط أطنان وأطنان من المساعدات على هذه المناطق المحاصرة في سوريا بشكل سريع جدا، وأعتقد أن ذلك سيحدث فرقا".
وختمت "ذي تلغراف": هناك العديد من المخاطر والصعوبات العملية أمام إسقاط المساعدات من الجو ولكن السؤال الأكبر هو: هل سيكون لدينا الإرادة؟ أو إننا سنكون جزءا من لعبة معيبة لا نهاية لها مع الأنظمة التي تقول "دعهم يأكلون الكعك؟"، في إشارة إلى عبارة "ماري أنطوانيت" الشهيرة بحق الشعب الفرنسي الجائع الذي لم يكن يجد حتى الخبز.
زمان الوصل - ترجمة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية