أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصة عائلة سورية مسيحية فرت إلى أمريكا فاتهمها "ترامب" بالانتماء إلى تنظيم الدولة

أرشيف

روت منظمة أمريكية ما قالت إنها القصة الحقيقية لعائلة سورية اتهمت بـ"الإرهاب"، على لسان المرشح الأبرز لرئاسة الولايات المتحدة "دونالد ترامب"، وكيف أثرت هذه الاتهامات على الأسرة التي لجأت إلى أمريكا لتحقيق "الشعور بالأمان".

وفي تقرير لها تولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما فيه، قالت منظمة "مذار جونز" الأمريكية غير الربحية في تقرير نشرته على منصتها الإخبارية إن العائلة السورية قبلت برواية قصتها، ولكن بشرط استخدام أسماء مستعارة، وعدم الخوض في كثير من التفاصيل، منوهة –أي العائلة بأنها لا ترغب في جلب المزيد من المتاعب علاوة على ما أصابها جراء تصريحات "ترامب".

ورمز التقرير إلى الزوج باسم سامر (32 عاما) وإلى الزوجة باسم سارة، وقال إنهما يقطنان في ضواحي سان بيرناردينو (كاليفورنيا)، وأن دائرة الهجرة أفرجت عنها منذ شهرين تقريبا، ولكنها أجبرتهما على ارتداء "أساور مراقبة إلكترونية".

وقبل نحو 8 أشهر، كانت العائلة المؤلفة من زوج وزوجته وطفلين صغيرين (سنتان و5 سنوات)، حيث كان مقاتلو تنظيم "الدولة" على تخوم قريتهم المسيحية الصغيرة، حسب وصف معد التقرير، الذي روى كيف اتفق الزوجان مع مهرب لإخراجهما من سوريا، وكيف عبرا كثيرا من البلدان في سبيل الوصول إلى الولايات المتحدة، على أمل أن يلتقي سامر بوالديه وشقيقته الذين يعيشون في كاليفورنيا.

قبل أحد المهربين صفقة إخراج العائلة من سوريا وإيصالها إلى مبتغاها في الولايات المتحدة، شرط أن تتخلى له عن الأرض التي تملكها، وجميع ما يحويه منزلها.

وتمت الصفقة، ونقل المهرب العائلة من بلد إلى آخر، انطلاقا من سوريا ثم لبنان فتركيا حيث تم تزويد العائلة بجوازات أوربية مزورة، واستقلت طائرة نحو البرازيل، ومن هناك بدأت الاتجاه شمالا نحو الولايات المتحدة، عابرين كثيرا من الحدود ونقاط التفتيش.

وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني من 2015، عبر سامر وسارة وطفليهما الحدود المكسيكية نحو بولاية تكساس، وهناك سلموا أنفسهم لسلطات الهجرة الأمريكية، في موقف يتذكره سامر بالقول: "كنت سعيدا جدا، لقد وصلت أخيرا إلى حيث أضمن حياة آمنة، ومستقبلا جيدا لأطفالي".

ولكن الرياح هبت بعكس ما تشتهي العائلة السورية، حيث كانت أمريكا مشتعلة بعاصفة هستيرية من العداء للاجئين، تولى تأجيجها ضدهم بالذات موقع إخباري "محافظ"، وتابعه حاكم ولاية تكساس، ثم المرشح الرئاسي "بن كارسون" الذي شبه اللاجئين في أحد خطاباته ضمن حملة الرئاسة بـ"الكلاب المسعورة".

وأكمل دورة التحريض المرشح الأوفر حظا والملياردير الأمريكي "دونالد ترامب"، حيث تلقف التغريدة الخاصة بالعائلة وعلق عليها، معتبرا أن العائلة السورية ربما تكون من ضمن إرهابيي تنظيم الدولة، مخاطبا جمهوره: "ألم اقل لكم؟!، نحن بحاجة جدار كبير وجميل"، في إشارة لدعوته إلى بناء مزيد من الجدران الحدودية التي تمنع تسلل المهاجرين.

أسفرت الحملة ضد اللاجئين وضد عائلة سامر بالذات عن احتجاز الزوجة وطفليها لدى دائرة الهجرة، وتم فصلهم عن رب الأسرة الذي احتجز في مكان آخر، ودام احتجاز الطفلين قرابة 40 يوما في انتهاك صارخ للقوانين التي تقضي بالإفراج عن أطفال المهاجرين غير الشرعيين في مدة أقصاها 5 أيام من تاريخ الاحتجاز.

وبعد هذه المعاناة بدأت مشكلة العائلة تأخذ طريقها إلى الحل، وسمح لها بالمغادرة نحو كاليفورينا للقاء ذويهم (والدا سامر وشقيقته).. يعلق سامر: "كنت متأكدا أن أمريكا ستستقبلني، ولو كنت أعلم أن الأمر فظيع إلى هذه الدرجة لما أتيت بعائلتي".

تقول العائلة إنها لا تريد أن تكون بعد الآن عنوانا عريضا في وسائل الإعلام، وإن الأعلام يشكل خطرا على والدة سارة وشقيقتها اللتين ما زالتا عالقتين في سوريا، ولكن يبدو أن الخوف الحقيقي هو من ردة فعل التيار المناهض للاجئين، ومن تنامي شعبيته كلما اقترب "ترامب" خطوة من سدة الرئاسة.

ومع الإفراج عن العائلة فإن متاعبها لم تنته، إذ ما يزال أمامها استكمال عملية اللجوء التي يدخل المتقدم إليها في دوامة من الإجراءات المتعبة.

زمان الوصل - ترجمة
(103)    هل أعجبتك المقالة (107)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي