صدر حديثاً كتاب جديد بعنوان "حزب الله وسياسة المتعة.. من الإرهاب إلى الإرهاب"، للكاتب اللبناني "فادي وليد عاكوم"، والذي يضم آخر التطورات المتعلقة بحزب الله، بعد تصنيفه من قبل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي بمنظمة إرهابية.
وعرض الكاتب "عاكوم" في باب "المستنقع السوري" الأسباب الحقيقية لتدخل "حزب الله" إلى جانب النظام السوري، إذ كان هذا التدخل، حسب الكاتب، ضرورياً للحفاظ على التواجد الإيراني في المنطقة، فسقوط النظام السوري سيؤدي بطبيعة الحال لسقوط حزب الله ومعه مشروع الملالي في منطقة الشرق الأوسط.
وقسم الكتاب الصادر في العاصمة المصرية القاهرة إلى تسعة أبواب تناولت معظم النواحي المتعلقة بحزب الله، بدءاً من نشأته في لبنان وانتشاره على حساب الأحزاب اللبنانية الأخرى، مع التركيز على الارتباط الوثيق مع ولاية الفقيه والتبعية للقرار السياسي الإيراني بصورة مطلقة، كما كان لولاية الفقيه نصيبها من الاهتمام من حيث استعراض موجز لتاريخها وعملها الدؤوب للانتشار في المنطقة العربية بالغلاف الديني لتنفيذ المخططات السياسية الإيرانية.
كما استعرض الكاتب أيضاً العلاقة المشبوهة بين إيران وتنظيمي "القاعدة" و"الدولة"، بالإضافة إلى مقارنة بين تنظيمي "الدولة" و"حزب الله" تبين وبوضوح العديد من النقاط المشتركة خصوصاً من ناحية التستر بالدين الإسلامي والاعتماد على الآلة الإعلامية للترويج والاستقطاب.
وبالنسبة لتمويل حزب الله فقد تطرق الكاتب لبعض أنواع وطرقه، والمتمثلة بالعديد من النشاطات التجارية الموزعة حول العالم، بالإضافة إلى العمليات غير الشرعية كتبييض الأموال والتجارة بالبضائع المزورة وتجارة المخدرات والأموال المزورة.
وركز الكاتب على دحض "أكاذيب حزب الله وتستره بالعباءة الدينية"، مع استعراض شامل لكل "جرائمه" المرتكبة في لبنان والمنطقة العربية والعالم، حيث كان يتم الإعلان عن بعض هذه العمليات على أنها عمليات جهادية علماً أنها ليست إلا عمليات قامت بها جماعاته المسلحة لزعزعة أمن البلدان العربية، واحتوى الكتاب بابا كاملا يرصد العمليات التي نفذت في دول الخليج بالإضافة إلى أسماء عناصر حزب الله المنفذين والأحكام القضائية الصادرة بحقهم.
وبالنسبة للبنان فقد ركز الكاتب على العمليات التي كانت تجري في ثمانينات القرن الماضي وغالبيتها عمليات اغتيال سياسية لعناصر وكوادر الأحزاب المناوئة لحزب الله وتوجهاته، بالإضافة إلى عمليات الخطف التي استهدفت رعايا أجانب وكان عناصر الحزب يقومون بها للحصول على أموال وأسلحة لصالح إيران.
وتناول الكتاب القرارات الصادرة عن مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية المتعلقة باعتبار حزب الله منظمة إرهابية، مع آخر وأحدث الإجراءات المتخذة في هذا الصعيد خصوصا ملاحقة عناصر الحزب أمنيا وقضائيا.
الكاتب ومن خلال صفحات كتابه الجديد يؤكد سقوط القناع عن وجه حزب الله وبروز حقيقته، حيث كان له العديد من السقطات تمثلت على سبيل المثال احتلال بيروت في السابع من أيار/مايو من العام 2008 وبعدها التدخل في سوريا وما تلاها من تدخلات في البحرين والسعودية، ويذكر الكاتب بأن هذه الأعمال ليس بالأمر الجديد بل سبق للحزب ومن خلال عناصره البارزة القيام بعدة عمليات إرهابية في الكويت والسعودية.
ويشير الكاتب إلى أن مقولة إن حزب الله هو الحزب الوحيد الذي لم يشارك بالحرب الأهلية ولم يوجه رصاصه إلى الداخل هي كذب مطلق، إذ قام الحزب بحرب حقيقية ضد الأحزاب اللبنانية سقط جراءها مئات القتلى منذ نشأته رسميا في العام 1985، علما أن بعض الوقائع المستعرضة في الكتاب تؤكد وجود الحزب في لبنان منذ نجاح ثورة الخميني في إيران، وتم التمهيد للأمر بتجنيد العشرات من رجال الدين في العراق وإيران على يد الخميني شخصياً منذ أوائل سبعينات القرن الماضي.
وقدّم للكتاب كل من الشيخ السيد محمد علي الحسيني، الأمين العام الحالي للمجلس الإسلامي العربي في لبنان، وهو باحث إسلامي سياسي لديه أكثر من سبعين كتابًا، ويتميز بمواقفه الفكرية والسياسية الوحدوية الرافضة لمنطق الفتنة ودعاتها والشيخ الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي وهو فقيه باحث، عارف بالخلاف، له اشتغال في الحديث والمنطق، مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة سابقاً، ومستشار "مركز علوم القرآن والسُّنَّة"، والصحافي العراقي داوود البصريالمعروف بسياسته المعارضة للسياسة الإيرانية، أما الغلاف فهو بريشة الفنان الكردي ديجوار ابراهيم.
الكاتب "فادي وليد عاكوم" صحافي لبناني مقيم بالقاهرة عمل في العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية العربية، مستشار إعلامي سابق في مملكة البحرين، له مجموعة قصصية بعنوان "زينة" وكتاب عن جرائم تنظيم "الدولة" بعنوان "داعش... الكتاب الأسود".
زمان الوصل - رصد
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية