لأن مرتكبي تفجيرات طرطوس وجبلة يوم الاثنين الماضي كانوا يقودون سيارات يغطي نوافذها السواد (فيميه)، قررت محافظتا طرطوس واللاذقية إزالة "الفيميه" عن زجاج السيارات، وهو ما أثار غضب الشبيحة ورفض كثير منهم إزالته، حسب ما نقلت وسائل إعلام موالية للنظام.
وأكدت صفحة "شبكة أخبار الساحل" أن الشرطة المدنية وشرطة المرور تحتجز السيارات "المفيمة" مدن الساحل ولا تتركها إلا عندما يزيل صاحبها رقائق البلاستيك الأسود عنها.
*ممانعة واشتباك
ونقل مراسل "شبكة إعلام اللاذقية" "محمد الساحلي" أن ساعات الصباح الأولى شهدت تعرض الشبيحة بالضرب لعناصر الشرطة في عدة شوارع في اللاذقية، عندما حاولوا إرغامهم على إزالة "الفيميه" عن سياراتهم، ليتدخل المحافظ ويوعز للفروع الأمنية لمؤازرة الشرطة في عملها.
وأكد "الساحلي" أن مشاركة العناصر الأمنية في عمل الشرطة فاقم المشكلة، حيث تطور الخلاف مع أحد الشبيحة على دوار "الأزهري" لتبادل إطلاق النار أدى لإصابة ثلاثة مدنيين.
وشهدت مدينتا جبلة وطرطوس أحداثا مماثلة حيث رفض ضباط الأمن والجيش والشبيحة نزع "الفيميه" عن سياراتهم، ولم تتجرأ دوريات الشرطة على إرغامهم على إزالتها.
ونقل "مصطفى البانياسي" مراسل "شبكة إعلام اللاذقية" أن الشرطة لم تنجح في إزالة السواد عن زجاج السيارات إلا لبعض الشبيحة الصغار في مدينة طرطوس.
*مطلب شعبي
وشهد قرار نزع السواد عن زجاج السيارات قبولا شعبيا عكسته صفحات الموالين على "فيسبوك"، ودعت القيادات السياسية في محافظتي اللاذقية وطرطوس لتطبيقه ولو احتاج ذلك إلى استخدام القوة مع الرافضين له.
وعقب تفجيرات جبلة طرطوس حمّلت وسائل الإعلام الموالية أصحاب السيارات "المفيمة" مسؤولية غير مباشرة عما جرى، وطلبت من "السوريين الشرفاء" إزالة "الفيميه" عن سياراتهم "كي تتمكن الحواجز الأمنية من معرفة راكبي السيارات وما تحمله، لا سيما أن غالبية السيارات "المفيمة" تعبر على الطرقات العسكرية التي لا تخضع للتفتيش.
وكانت مدن الساحل عرفت منذ مطلع الثمانينيات في القرن الماضي ظاهرة ما يسمى بالشبيحة وكان أغلبهم من أقرباء "الأسد"، واعتادوا على "تفييم" زجاج سياراتهم من أجل إخفاء السلاح والبضائع المهربة فيها.
*"الفيميه" علامة فارقة للشبيحة
"جودت محمد" الضابط المتقاعد يقول إن الظاهرة استمرت حتى اليوم، لكنها تضاعفت خلال الثورة، حيث بادر عناصر الأمن وميليشيات اللجان الشعبية والدفاع الوطني وجيش النظام إلى "تفييم" سياراتهم في ظل فلتان أمني عرفته مدن الساحل، وراحوا ينتهكون القانون ويرتكبون انتهاكات ضد المدنيين.
ويضيف: حاول باسل الأسد في مطلع تسعينيات القرن الماضي إلغاء "الفيميه" عن السيارات وتدخل ميدانيا في المشاركة بإزالتها، عندما بدأ بتسويق نفسه كمصلح وسط أبناء الساحل تحضيرا لخلافة والده في قيادة سوريا، لكنها لم تكن سوى حملة قصيرة، وعادت الأمور إلى كانت عليه قبلها.
"لقد كان التخفي وراء زجاج أسود من العلامات الفارقة للشبيحة، ولا أرى أن الحملة الجديدة لإزالته ستلقى النجاح، أيام وتنتهي ويعود كل شيء إلى ما كان قبلها" حسب قول الضابط المتقاعد.
عبد السلام حاج بكري -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية