أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تداعيات التفجيرات.. "العالم" الإيرانية تصفي حساباتها على ظهر "سخانة"، وقصة "الانتحارية" تمر دون اعتذار أو استنكار

اللافت أن قناة "العالم" الإيرانية هي القناة الوحيدة التي حصلت على لقاء مع "الإرهابي المفترض


أثبتت قناتا "العالم" الإيرانية و"روسيا اليوم" الروسية أنهما أسديتان أكثر من إعلام الأسد، عندما يتعلق الأمر بتلقف المقاطع والأخبار المفبركة وترويجها، لاسيما فيما يخص التفجيرات الأخيرة التي ضربت مدينتي جلبة وطرطوس قبل أيام.

وساهمت قناة "سما" (الدنيا سابقا) إلى جانب "روسيا اليوم" والعالم" في ترويج ونشر المقطع الذي يظهر شابا مدمى الوجه بعد تعرضاه لضرب مبرح، وهو محشور في سيارة أحد المرتزقة بوصفه "إرهابيا" متورطا في تفجيرات جبلة، قبل أن يتبين أن الشخص عسكري يخدم في جيش النظام (تابع تفاصيل الموضوع على هذا الرابط).

وإذا كانت "روسيا اليوم" صمتت عن المقطع وتجاهلت نشرها له، و"سما" قدمت اعتذارا علنيا عنه، فإن قناة "العالم" الإيرانية سلكت مسلكا عجيبا للغاية، لم تكتف فيه بتجاهل الاعتذار عن نشر مقطع مكذوب، بل عمدت إلى تبييض صفحتها عبر تسويد صفحات قنوات موالية أخرى.

واللافت أن قناة "العالم" الإيرانية هي القناة الوحيدة التي حصلت على لقاء مع "الإرهابي المفترض"، والذي تبين لاحقا أنه العسكري المجند في صفوف النظام (محمد جمال سخانة)، وقد سعت من خلال اللقاء لاستنطاق المجند البسيط وجعله ينتقد ما سماها "القنوات المعرضة"، ويقصد "المغرضة"، وهو اللفظ الذي طالما استخدمه النظام وقنوات النظام نفسها في وصف قنوات أخرى اهتمت بوقائع الثورة السورية وحاولت نقلها والتعريف ببعض جرائم النظام.



ويعكس سلوك "العالم" الإيرانية، بنشرها مقطع "الإرهابي" ثم اللقاء معه ودفعه لانتقاد من نشر المقطع.. يعكس مدى انحدار المهنية في هذه القناة، كما يعكس محاولتها لتعويم نفسها وسط إعلام النظام، تعميقا للتغلغل الإيراني في مختلف التفاصيل السورية، وكأنها تفاصيل "إيرانية" داخلية.

وفيما كان الخوض –وما زال- في القضايا التي تمس "الجيش" وأجهزة المخابرات جريمة لاتغتفر في عرف النظام، فإن "العالم" قدمت -دون خوف من مساءلة ولا عقاب- مداخلة كشفت عورة جيش وأجهزة مخابرات النظام وإعلامه، بل وزاودت على هذا الإعلام وأدرجته في فلك "الإعلام المغرض"، متجاهلة أنها "مغرضة" بنفس الدرجة وربما أكثر، حين ساهمت في تشويه سمعة "سخانة" ثم قدمت نفسها وكأنها المدافع عنه والمهتم برد "مظلوميته"، علما أن القناة الإيرانية ما تزال تنشر على موقعها وصفحات التواصل الخاصة بها مقطع "الإرهابي المفترض"، إلى جانب مقطع تبرئته.

وفي سياق متصل بتداعيات تفجيرات طرطوس وجبلة، لاسيما المتعلقة بتغطية وسائل إعلام النظام وشبكاته للتفجيرات، علمت "زمان الوصل" أن جثة إحدى الفتيات التي ظهرت في مقطع صوره من يسمي نفسه "الإعلام الوطني"، لاتعود لـ"انتحارية" كما نعتها مصورو المقطع وناشروه، بل تعود لفتاة كانت موجودة لحظة التفجير في مركز انطلاق الحافلات، وقضت نحبها مع آخرين.


وتناقل موالون مقطعا مصورا للآثار التي خلقتها تفجيرات جبلة في مركز انطلاق الحافلات، ومنها صورة لفتاة ملقاة على الأرض ومغطاة بألواح خشبية، وقد ظهرت أجزاء من جسدها، رصدتها كاميرا مصور المقطع مع عبارات تصفها بأنها "انتحارية"؛ ليتبين لاحقا أنها مجرد فتاة عادية سقطت بين الضحايا، وأن "امتهان" جثمانها وحرمة الموت، وانتهاك خصوصيتها، مرا على إعلام النظام وكثير من موالي النظام، دون اعتذار أو استنكار.

زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي